شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بناء المذهب الزيدي على فطر العقول وأدلة الكتاب والسنة

صفحة 349 - الجزء 1

بناء المذهب الزيدي على فطر العقول وأدلة الكتاب والسنة

  هذا، وكل الذي ذكرناه من مذهب الزيدية قد بني على فطر العقول التي فطر الله الناس عليها، وعلى أدلة الكتاب العزيز وأدلة السنة المجمع عليها بين طوائف


= ونحوهم، وما أخذ هؤلاء الطريق إلا من أولئك عن أبيهم كرم الله وجهه، فأسقطوهم في الوسط للتعصب، وأثبتوا ذكر من عداهم، من أعداء الله وأعدائهم، فتلك مودتهم لهم التي أمر الله تعالى بها لقربى الرسول # {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ٥٣}⁣[الشورى] {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}⁣[الأعراف: ٤٣] انتهى، وقد نقل هذا أيضا في التعليق على الشافي (١/ ٢٢٤). اهـ

وقال أيضاً في هذه الرسالة (ص ١١١) بعد أن ذكر الزيدية ما لفظه: ... وبلدانهم الذين يظهرون فيها، وتكون لهم الشوكة على أهلها بالعجم جيلان وديلمان وبعض جرجان وأصبهان والري، وبالعراق الأعلى: الكوفة والأنبار، وبالحجاز: مكة وجميع بلدان الحجاز إلا المدينة فإن الشوكة فيها للإثني عشرية، وهم في نجد اليمن، ظاهرون على مدنه كصنعاء وصعدة وذمار ونحوها، ولهم في سهولها بلدان كمدينة حَلْي وما بينها وبين اليمن من بلد المخلاف، ومنهم في الغرب جماعة كثيرة في جبال يقال لها جبال أوراس، ومنهم أخلاط في أمصار السنية، يتسترون بمذهب الحنفية لأن أبا حنيفة كان من رجال زيد بن علي ومن أتباعه وهم أتقى الشيعة لولا ما نقم عليهم، انتهى. ونقل كلامه هذا الحافظ السياغي في الروض النضير (١/ ١٣٦) بزيادة في أوله هي: (ولم تزل الإمامة في أهلي بيته قرناً بعد قرن، معروفين عند جميع الطوائف باسمه) وبعد تمامها قال السياغي: قلت: والذي ذكره من المطاعن فيهم أن الشفاعة ليست لعصاة هذه الأمة وأن الإنسان لا يدخل الجنة إلا بعمله، وأنهم يعتقدون كفر بعض من خالفهم في العقيدة، ويشترطون في الخليفة شروطاً لم يرد الشرع بها، ويجوزون خليفتين في زمان واحد إذا تباعد قطراهما، ولا يعتقدون في الصالحين، والوسواس في الطهارة، ويخالفون زيداً في أكثر الفروع. قال العلامة البكري بعد أن حكى معنى ما ذكره الدامغاني: وهذه التي عدَّها مثالب هي في التحقيق مناقب. انتهى من الروض النضير (١/ ١٣٧) ولولا التطويل لتكلمنا عليها واحدة بعد الأخرى بما يثبت ما قاله البكري أنها مناقب، وهي معروفة في كتب أصول الدين.