شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بعض مميزات المذهب الزيدي (مذهب أهل البيت $):

صفحة 348 - الجزء 1

  كان النبي ÷ عليه، وعلى ما كان عليه الجم الغفير من علماء هذه الأمة عبر العصور السالفة.

  ثم يدعمون هذه الأسماء والدعاوى برمي أهل البيت وأتباعهم بأسماء الذم من مثل قولهم: روافض، وشيعة، وغلاة، يسبون الصحابة، ويسبون الخلفاء وأمهات المؤمنين.

  ونحو قولهم: قدرية، ومعطلة، ومجوس ومشركون شركاً أكبر أو أصغر، و ... إلخ، يشيعون مثل ذلك من أجل إدحاض حجج الحق التي جاءت في أهل البيت $، ولتثبت بسبب ذلك وتتقوى أركان عقيدتهم⁣(⁣١).


(١) قال العالم المتحرر عبد الصمد الدامغاني في رسالته الجوهرة الخالصة عن الشوائب (ص ٩٨ - ١٠٠) وقد تكلم على المذاهب في صفة الفقهاء التاركين لأهل البيت ما لفظه: ومنها أنهم - الجميع - أخذوا عن أهل بيت النبي ÷ جانباً، ثم لم يتخذوا لهم منهم صاحباً، ولم يمتثلوا قول الله ø فيهم: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، بل كانت مودتهم التحرد [بالحاء المهملة: من حرد عليه بمعنى غضب عليه] عليهم، والمنابذة لهم كأنهم خرجوا من وراء السد الذي جعله ذو القرنين على يأجوج ومأجوج؛ اقتداء بخلفاء بني أمية وبني العباس، فَيُسوُّون بين علي وفاطمة والحسنين، وبين معاوية وعمرو بن العاص ومروان بن الحكم والوليد ابن عقبة وابن أبي سرح، ونحوهم من أعداء الله ورسوله والإسلام، ثم لا يعرفون من ذرية رسول الله بعد هؤلاء إنساناً، ولا يذكرونه بخير كما يذكرون أشياخهم من التابعين وغيرهم، فأين هم من زين العابدين وعبد الله بن الحسن، إلى أن يردوا عليه الحوض؛ لأنه ÷ قال: «إني خلفت فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض» فهؤلاء الجهال فرقوا بينهم وبين الكتاب، وأهملوا ذكرهم وتركوا التبرك بمآثرهم والأخذ بحكمهم؛ وهم يعلمون لو أنصفوا أن زين العابدين وولديه: زيد والباقر، وولده جعفر الصادق، ثم ولده وولد ولده علي الرضا، وعبد الله بن الحسن وأولاده كانوا من الأوتاد، ولهم من الكرامات والمقامات الشريفة ما ليس للسقطي، ولا للجنيد، ولا للفضيل =