شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[شيء من عقائد الإمامية الرافضة]

صفحة 358 - الجزء 1

  الحوض»⁣(⁣١)، وهذا حديث صحيح عند علماء المسلمين، رواه مسلم وغيره.

  ولم يصدهم عن القيام بذلك جور جبابرة بني أمية وبني العباس؛ بل صاحوا - ما استطاعوا - في وجوه فراعنة الدولتين، وخاضوا غمرات الموت معلنين للحق، ورافعين لراية الصدق، {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}⁣[المائدة: ٥٤]، مهما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، وتماماً كما قال سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[الحج: ٤١].

  لذلك فإنهم يستحقون الخيرية التي حكم بها القرآن في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}⁣[آل عمران: ١١٠]، دون الشيعة الإمامية، ودون أهل السنة والجماعة؛ فإنهما قد تخلتا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طول التاريخ الإسلامي، ولم تذكر عنهم كتب التاريخ الإسلامي مع كثرتها أي حسٍ ولا حركة في هذا المجال؛ بل المذكور عن جماهيرهم التأييد للظالمين والمساندة لهم، وإغراؤهم بأهل البيت وأتباعهم، أو السكوت والمداهنة.

  وبذلك تَخَلَّوا عن صفة الخيرية وتنازلوا عنها، ولأمرٍ مَّا قال سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}⁣[المائدة: ٥٤].


(١) سبق تخريجه في أول الكتاب.