شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مقدمة التحقيق

صفحة 23 - الجزء 1

  وصلى ربنا أبداً ... بتسليمٍ مدى الدهر

  على المختار من مضرٍ ... مَعَ الآل ذوي الأمر

  نعم، وقد نبه الشارح حفظه الله على أن هذه النسخة هي المعتمدة فقط دون المصفوفات السابقة؛ إذ حظيت هذه النسخة المباركة بالإصلاح والتنقيح والزيادة والتمليح، وروجعت مراراً، وأمرنا بتحرير هذا التنبيه جهاراً، فجزى الله المؤلف عنا خير الجزاء، وضاعف له الثواب والعطاء، وأعلى في الدارين مقامه، وبلغه منتهى سؤله ومرامه.

  هذا وقد جادت القريحة بشيء بسيط من النظم الركيك مما يشبه الشعر قلناه كتقريض لهذا الشرح النفيس، وإن كان لا يفي ببعض حقه، وما اشتمل عليه من المؤهلات، وما ضمته دفتاه من الحقائق التاريخية، والمفاهيم الصحيحة الزكية، وغيرها من البينات القوية، ولا يقوم بمعشار حَقَّي الشارح والناظم عليهما سلام الحي الدائم، ولكن جريا على عادة الأصحاب، وما استحسنه المحققون من ذوي الألباب، وإن كان الجناح مهيظاً، والقدم كسيراً، والبضاعة نزراً يسيراً، فقلت مستعيناً بالحي القيوم:

  روّض فؤادَك ولتَبُحْ أشجانُهُ ... بشقاشقٍ عمَّا حواهُ جنانُهُ

  حَلَلَتْ عقوداً من كريم حجارها ... فالدرُّ منثورٌ بدا مرجانُهُ

  ثم الزَّبَرْجدُ والزمرُّدُ قد جرى ... بحراً يهيج بموجه فيضانُهُ

  مدّاً وجزراً قاذفاً بحسانها ... وبعبقريٍّ قد أضا لمعانُهُ

  وكذا العقيق الفذُّ لبُّ فصوصها ... في خيط تِبرٍ نُظِّمَتْ عِقيانُهُ

  سبحان ربي حين هيَّأ صائغاً ... نظَمَ العقودَ وأحكمتْهُ بنانُهُ