شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[لمحة عن الدولة الفاطمية (العبيدية) بمصر]

صفحة 390 - الجزء 1


= الدولة الفاطمية (العبيدية) بمصر والمغرب. بويع له بمصر سنة ٥٥٥ هـ بعد موت الفائز. وكان الضعف قد ظهر على رجال هذه الدولة، واستبد الوزراء والمستشارون من الترك وغيرهم بالأمر. وفي أيامه قوي السلطان صلاح الدين (يوسف بن أيوب) وتولى وزارته وتصرف في شؤون الملك، ثم قطع خطبته وأمر بالخطبة للمستضيء باللَّه العباسي. وكان العاضد في مرض موته، فمات ولم يعلم بذلك ... وكانت مدتهم ٢٦٨ سنة.

(٣) قال في تاريخ ابن خلدون (٣/ ٤٤٩): نسبة هؤلاء العبيديّين إلى أوّل خلفائهم، وهو عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن جعفر المصدّق بن محمد المكتوم بن إسماعيل الإمام بن جعفر الصادق، ولا يلتفت لإنكار هذا النسب، فكتاب المعتضد إلى ابن الأغلب بالقيروان وابن مدرار بسلجماسة يغريهم بالقبض عليه لمّا سار إلى المغرب شاهد بصحّة نسبهم وشعر الشريف الرضي في قوله:

ألبس الذلّ في بلاد الأعادي ... وبمصر الخليفة العلويّ

من أبوه أبي ومولاه مولا ... ي إذا ضامني البعيد القصيّ

لفّ عرقي بعرقه سيّد النا ... س جميعا، محمّد وعليّ

اهـ.

قال الإمام الحجة المجدد مجد الدين المؤيدي في لوامع الأنوار ط ٥ (ج ٢/ ٢٥٣) في الفصل الخامس بعد أن ذكر هذه الأبيات ما لفظه: وهذا إشارة إلى الخلفاء العبيديين بمصر، وهو مما يفيد تصحيح نسبهم، وإن كانت دياناتهم - على ما نقل - غير صحيحة؛ ولم يصرح ¥ بالمدح لشيء من أحوالهم، سوى الاتفاق في النسب. اهـ.

وفي تاريخ ابن خلدون (٤/ ١٠٦): وكان العاضد في شدّة من المرض فلم يعلمه أحد بذلك، وتوفي في عاشوراء من السنة، وجلس صلاح الدين للعزاء فيه واحتوى على قصر الخلافة بما فيه فحمله بهاء الدين قراقوش إليه، وكان في خزائنهم من الذخيرة ما لم يسمع بمثله من أصناف الجواهر واليواقيت والزمرّد وحليّ الذهب وآنية الفضّة والذهب، ووجد ماعون القصر من الموائد والطسوت والأباريق والقدور والصحاف والخوان والبواقيل والمناير والطيافر والقباقب والأسورة، كل ذلك من الذهب. ووجد من أنواع الطيوب واللباس والمذهبات والقرقبيات المعلّقات والوشي ما لا تقله الأوقار، ومن الكتب ما يناهز مائة وعشرين ألف سفر أعطاها للفاضل عبد الرحيم البيساني كاتبه وقاضيه، ومن الظهر والكراع والسلاح، ومن =