استدعاء جيوش الكفار إلى بلاد المسلمين سنة قديمة للظالمين
  الصين، وبينها وبين بلاد الإسلام ما يزيد على مسيرة ستة أشهر. انتهى.
  وقد كان عدد القتلى في كل مدينة يخرج عن حد الإحصاء، وكان التتر يأمرون بعض الأسرى فينادي في المدينة: إن التتر قد رحلوا. ليخرج من كان مختفياً، فإذا نادى أولئك خرج من كان مختفياً فيؤخذ ويقتل.
  وكان الرجل الواحد من التتر يدخل الدرب فيه الجماعة من الناس فيقتلهم واحداً بعد واحد، حتى يفرغ من الجميع لا يمد إليه أحدٌ منهم يداً.
  وفيه [١٠/ ٤٢٠]: وهو يذكر صنيع التتر بمدينة مرو: اقتسموا أولاً الرقيق من الأطفال والنساء والرجال، ثم عذبوا أرباب الأموال بأنواع العذاب من أجل استخراج الأموال من أيديهم، وربما مات أحدهم من شدة الضرب، ثم أحرقوا البلاد.
  ثم إن ابن جنكز خان أمير التتر أمر بقتل أهل البلد كافة، وأمر الأمير بإحصاء القتلى فكانوا سبعمائة ألف قتيل. انتهى(١).
  وقد كانت المدن التي يملكها التتر تلقى هذا المصير، على كثرة ما استولوا عليه من المدن، فإنهم قد ملكوا أكثر المعمور من الأرض وأوفرها سكاناً.
  فقد ملكوا غزنة(٢) وأعمالها وما يجاورها من بلاد الهند، وسجستان، وكرمان،
(١) الكامل في التاريخ لابن الأثير (١٠/ ٣٥٩) حيث ذكر هذه الأحداث ضمن حوادث سنة (٦١٧ هـ) والمؤلف كان معاصراً ومعايشاً لهذه الأحداث، حيث كانت وفاته سنة (٦٣٠ هـ) أما النكبة الكبرى فكانت في دخولهم بغداد سنة ٦٥٦ هـ.
(٢) قال في معجم البلدان (٤/ ٢٠١): غَزْنَةُ: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم نون، هكذا يتلفظ بها العامة، والصحيح عند العلماء غزنين ويعرّبونها فيقولون جزنة، ويقال لمجموع بلادها زابلستان، وغزنة قصبتها، وغزن في وجوهه الستة مهمل في كلام العرب، وهي مدينة عظيمة =