مطلع القصيدة
  
مطلع القصيدة
  ١ - عَجَبًا لِهَذَا الدَّهْرِ مِنْ دَهْرِ ... وَلِأُمَّةٍ مَهْتُوكَةِ السِّتْر
  التعجب من الدهر هو من أجل الحوادث العجيبة التي تضمنها، والمراد بالدهر الذي كان منشأ للتعجب الأزمان المتعاقبة والسنين المتوالية التي حاد فيها أكثر الأمة عن أهل البيت المطهرين من العصور الأولى إلى اليوم.
  ثم أردف الناظم ¥ وأرضاه التعجب من الدهر بالتعجب من أُمَّة مهتوكة الستر، والمراد بالأُمَّةِ: أكثرها ممن عاش في ذلك الدهر الذي تعجب منه أوَّلاً.
  والتعجب من أولئك خلال تلك الفترة قد كان نتيجة لأعمال كثيرة متلاحقة كلها تستدعي العجب، وسنستعرض بعضها فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
  وقوله: (مَهْتُوكَةِ السِّتْرِ): إشارة إلى أن تلك الأعمال العجيبة أعمال سيئة تكشفت بسببها سوءات الأمة وعوراتها.
  فإن قيل: كيف صح له وصف هذه الأمة بذلك مع ما جاء في فضلها، من نحو قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران ١١٠]، وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[البقرة ١٤٣]، وغيرها من الممادح القرآنية والنبوية؟
  قلنا: أُمَّة محمد ÷ كغيرهم من الأمم {فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}[الحديد ٢٦]. يؤيد ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ