شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

موقف خالد لأبي ذر الغفاري ¥ (ت 32 هـ)

صفحة 53 - الجزء 1

  قال: فلما صرنا في بعض الطريق قال لي: يا عطية، هل أوصيك؟ وما أظنني بعد هذه السفرة أُلاقيك: أحْبِبْ محبَّ آل محمدٍ ÷ ما أحبهم، وأبْغِضْ مبغضَ آل محمدٍ ÷ وإن كان صواماً قواماً. انتهى الحديث.

  وجابرُ بن عبد الله الأنصاري هو من كبار أصحاب رسول الله ÷ المشهورين بالفضل والعلم والإيمان.

موقفٌ خالدٌ لأبي ذر الغِفَاري ¥ (ت ٣٢ هـ)

  ومن هذه الجماعة الصحابي الكبير أبو ذر الغفاري ¥، وكان شجاعاً جريئاً في إعلان الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، وقد أُثِرَ عنه الكثير من الحديث في بيان فضل أهل البيت $، من ذلك ما رواه الإمام أبو طالب # في أماليه [١/ ٢٤٣] بسنده عن حنش الكناني، قال: سمعت أبا ذر يقول - وهو آخذ بباب الكعبة -: أيُّها الناس، مَنْ عرفني فقد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله ÷ يقول: «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ..»⁣(⁣١)، وله أحاديث كثيرة في بيان فضل أهل البيت $.

  وقد لحقه ¥ بسبب ذلك وبسبب إنكاره على الولاة ألوان من البلاء ذِكْرُها مشهور.


(١) هذا الحديث مشهور في كتب الشيعة والسنة، وممن رواه من محدثي السنة بهذا اللفظ أو قريباً منه: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (١٤٠٢) (٢/ ٧٨٥)، المعجم الكبير للطبراني (٢٦٣٧) (٣/ ٤٥)، المستدرك على الصحيحين (٣٣١٢) (٢/ ٣٧٣)، مناقب ابن المغازلي (١٧٣) (١٨٧)، البلدانيات للسخاوي (٢٩) (١٨٦)، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (٣٩٧٣) (١٦/ ٢٢٠)، كنز العمال (٣٤١٦٩، ٣٤١٧٠) (١٢/ ٩٨)، وغيرهم كثير.