موقف خالد لعبد الله بن مسعود ¥ (ت 33 هـ):
  عماراً وما يُذْكَر من أصحاب النبي ÷ ثلاثةٌ إلا كان رابعَهم، ولا أربعةٌ إلا كان خامسهم، إن عماراً وجبت له الجنة في غير موطن، فهنيئاً له الجنة، ولقد قُتل مع الحق والحق معه، فقاتل عمارٍ، وسالب عمارٍ، وشاتم عمارٍ في النار)(١). وصلى عليه عليٌّ # ودفنه. انتهى من الحدائق الوردية(٢).
  وهناك بقية من هذه الجماعة أسكتهم الخوف، لكنهم تثبتوا على دين الله، فلم يغيروا ولم يبدلوا رحمة الله ورضوانه عليهم.
  وهناك جماعة أخرى كبيرة أخطأوا بعد موت النبي ÷ فدخلوا مع الداخلين، ثم تداركتهم رحمة الله في آخر الأمر فأحسنوا والله يحب المحسنين، وإلى
(١) كلام الإمام علي # هذا رواه بهذا اللفظ ابن سعد في الطبقات الكبرى (٣/ ٢٤٢) والبلاذري في أنساب الأشراف (١/ ١٧٤) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٣/ ٤٧٦)، والذي قتل عماراً هو أبو الغادية والعجيب أنه هو الذي كان يروي الحديث عن رسول الله ÷: «قاتل عمار في النار» والمعلوم والمشهور في كل كتب التاريخ والحديث بأن قاتل عمار هو أبو الغادية، ذَكَرَ رواية أبي الغادية لحديث رسول الله ÷: «قاتل عمار في النار» ابن أبي حاتم في العلل (٦/ ٥٧٢) برقم (٢٧٦٩) وابن عدي في الكامل (٣/ ١٢٣) والذهبي في ميزان الاعتدال (١/ ٤٨٨) وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (٣/ ٤٢) برقم (٢٢٦٩).
وأيضا الحديث الذي يرويه عمرو بن العاص، قال في مسند أحمد (٢٩/ ٣١١ ط الرسالة): عَنْ أَبِي غَادِيَةَ، قَالَ: قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: «إِنَّ قَاتِلَهُ، وَسَالِبَهُ فِي النَّارِ»، فَقِيلَ لِعَمْرٍو: فَإِنَّكَ هُوَ ذَا تُقَاتِلُهُ، قَالَ: إِنَّمَا قَالَ: «قَاتِلَهُ، وَسَالِبَهُ» وذكره بلفظه في الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٢٤١) وتاريخ دمشق لابن عساكر (٤٣/ ٤٧٣) وفي سير أعلام النبلاء للذهبي (١/ ٤٢٥) وفي الجامع الكبير للسيوطي (٢١/ ٧٥٠) وفي (تاريخ الإسلام) للذهبي (٣/ ٥٨٢) وسيأتي تخريج حديث: «تقتل عمارا الفئة الباغية ...» وتواتره عند الكلام على رأس الفئة الباغية (صفحة ١٤٣ من هذا الكتاب).
(٢) الحدائق الوردية ط ٢ (١/ ٩٦)، وذكره في أنوار اليقين (٢/ ٣٦).