موقف خالد لسلمان الفارسي ¥ (ت 35 هـ):
  هذه الجماعة قصد أمير المؤمنين # بقوله - كما في نهج البلاغة: (لَيَسْبِقَنَّ قَومٌ كَانُوا قَصَرُوا، وَلَيَقْصُرَنَّ قَومٌ كَانُوا سَبَقُوا ...)، والأعمال مرهونة بخواتمها.
  وهذه الجماعة أكثر من الجماعة السابقة، وجُلُّهم من أهل بدر وأهل بيعة الرضوان ¤ وأرضاهم، وقُتِل كثير منهم في الحروب مع أمير المؤمنين #(١).
(١) ذكر في كتاب (مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ٦/ ٣٠١) لسبط بن الجوزي ما لفظه: وقال الزبير بن بكار: شهد صفين مع علي من أهل بدر سبعة وثمانون رجلًا، منهم سبعة عشر من المهاجرين، وسبعون من الأنصار، وتسعون صحابيًّا ممن شهد بيعة الرضوان. اهـ. وقال ابن الوردي في تاريخه (١/ ١٥٠): وَقتل من أهل الشَّام خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألفا وَمن الْعرَاق خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا مِنْهُم سِتَّة وَعِشْرُونَ رجلا من أهل بدر. اهـ.
وقد استنكر الذهبي - وهو المعروف بالنصب - رواية ابن حنبل لقول شعبة: (فَمَا وَجَدْنَا شَهِدَ صِفِّينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ غَيْرَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ) حيث قال الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال ١/ ٤٧) ما لفظه: قلت: سبحان الله، أما شهدها عليٌّ! أما شهدها عمار. اهـ. وقال الذهبي أيضاً في كتابه (تاريخ الإسلام ت تدمري: ٣/ ٥٤٥): وقال خليفة: شهِدَ مع عليّ من البدْريين: عمار بْن ياسر، وسهل بْن حُنَيْف، وخوات بن جبير، وأبو سعد السّاعديّ، وأبو اليسر، ورِفَاعة بْن رافع الْأَنْصَارِيّ، وأبو أيّوب الأنصاريّ بخُلْفٍ فِيهِ، قَالَ: وشهد معه من الصحابة ممّن لم يشهد بدْرًا: خُزَيْمة بْن ثابت ذو الشهَّادتين، وقيس بْن سعد بْن عُبَادة، وأبو قَتَادَةَ، وسهل بْن سعد السّاعدي، وقَرَظَة بْن كعب، وجابر بْن عَبْد الله، وابن عَبَّاس، والحسن، والحسين، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أبي طَالِب، وأبو مَسْعُود عقبة بْن عمرو، وأبو عيّاش الزُّرَقي، وعديّ بْن حاتم، والأشعث بن قَيْس، وسليمان بْن صُرَد، وجُنْدُب بْن عَبْد الله، وجارية بْن قُدامة السَّعْدِيّ اهـ.
وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج خطبة للأشتر (٥/ ١٢١) قال فيها: واعلموا أنكم على الحق وأن القوم على الباطل، إنما تقاتلون معاوية وأنتم مع البدريين، قريب من مائة بدري، سوى من حولكم من أصحاب محمد، أكثر ما معكم رايات قد =