شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الخوض فيما جرى من الصحابة وفيما شجر بينهم

صفحة 59 - الجزء 1

  هو الميل مع الدنيا ومع الملوك، وعلى هذه العادة البشرية كان ما كان من أغلب المسلمين بعد موت النبي ÷، فإنهم مالوا عن خلافة أمير المؤمنين علي # في أول الأمر⁣(⁣١)، وأفظع منه ميلهم بعد ذلك مع معاوية، فيزيد و ... إلخ، وتركوا أهل بيت نبيهم ÷، وأعرضوا عنهم تماماً، ثم دانوا بدين سلطانهم، كل ذلك من أجل الميل مع الدنيا والملوك.

  ومن هنا قال تعالى - وهو يتحدث عن مثل ما ذكرنا -: {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}⁣[المائدة ٦٦]، {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}⁣[الأعراف ١٠٢]، {وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}⁣[الأعراف ١٧] {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}⁣[سبأ ١٣]، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}⁣[ص ٢٤]، إلى غير ذلك من الآيات.

الخوض فيما جرى من الصحابة وفيما شجر بينهم

  قد يقول القائل: إن الأقرب إلى الصواب هو ما يذهب إليه أهل السنة والجماعة من وجوب ترك الخوض فيما جرى من الصحابة أو فيما شجر بينهم؛ للآتي:

  - أوَّلاً: لأن ذلك هو الأسلم والأحوط.

  - ثانياً: لما جاء من الثناء في الكتاب والسنة عليهم.

  - ثالثاً: للمحافظة على حُرمة النبي ÷ في أصحابه.


(١) وقد تقدم كلام مولانا الشارح حفظه الله (ص ٥٥) خلال حديثه عن هؤلاء: بأن جماعة أخرى كبيرة أخطأوا بعد موت النبي ÷ فدخلوا مع الداخلين، ثم تداركتهم رحمة الله في آخر الأمر فأحسنوا والله يحب المحسنين ... الخ فراجعه لتكن على بصيرة ومعرفة تامة بمراد المؤلف الشارح أيده الله تعالى.