نماذج أخبار عن رجال من هذه الأمة
  بنسبة الكفر إلى أمير المؤمنين # وإلى حجر بن عدي.
  وقال ابن أبي الحديد: وقد روى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عيَّاش المنتوف، قال: رأيت أبا بردة قال لأبي الغادية الجهني - قاتل عمار بن ياسر -: أأنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال: نعم. قال: ناولني يدك؛ فَقَبَّلَها وقال: لا تمسك النار أبداً(١)!
  ورى ابن أبي الحديد أيضاً عن أبي نعيم عن هشام بن المغيرة، عن الغضبان، قال: رأيت أبا بردة قال لأبي الغادية - قاتل عمار بن ياسر -: مرحباً بأخي هاهنا، فأجلسه إلى جانبه(٢).
= الطاعة وفارق الجماعة، ولعن الخليفة، ودعا إلى الحرب والفتنة، وجمع إليه جموعًا يدعوهم إلى نكث البيعة، وخلع أمير المؤمنين مُعَاوِيَة، فكفر باللَّه كفرة صلعاء، وأتى معصية شنعاء فَقَالَ زياد: اشهدوا على مثل شهادته، ... ثم عدد البلاذري كل من شهد كذلك.
وأورد هذا وما بعده في كتاب (قبول الأخبار ومعرفة الرجال - للكعبي البلخي ت: ٣١٩ هـ) في ترجمة أبي بردة رقم (٢٨) (ج ١/ ٢٥٥، ٢٥٦، ٢٥٧).
وأورده الطبري في تاريخه (ج ٥/ ٢٦٩) بلفظه، وأتبعه بتعداد الشهود حيث بدأ بتعداد أسماء القرشيين، ثم من يليهم، وذكرهم الإمام عبد الله بن حمزة في الشافي ط ٢ (٤/ ١٣٤ - ١٣٥) نقلا عن الطبري. وذكر السهيلي في (الروض الأنف) (٦/ ١٩١) عند ذكره عتاب عائشة لمعاوية على قتل حجر بن عدي وأصحابه، فقال لها معاوية: أَوْ أَنَا قَتَلْتُهُمْ؛ إنّمَا قَتَلَهُمْ مَنْ شَهِدَ عَلَيْهِمْ. ا هـ.
(١) شرح النهج (٤/ ٩٩). رواه الثقفي في كتاب الغارات (ج ٢/ ٥٦٧) ورواه البلخي في كتابه (قبول الأخبار ج ١/ ٢٥٧) كما ذكر سابقا.
(٢) شرح النهج (٤/ ١٠٠) ورواها في تهذيب التهذيب (١٢/ ٤١) وأن القائل هو أبو بكر بن أبي موسى أخو أبي بردة حيث قال ما لفظه: وأبو بكر أرضى عندهم من أبي بردة، وكان يذهب مذهب أهل الشام، جاءه أبو غادية الجهني قاتل عمار فأجلسه إلى جانبه وقال مرحباً بأخي ... إلى قوله: وقال عبد الله بن أحمد في العلل قلت لأبي: فأبو بكر بن أبي موسى سمع من أبيه؟ قال لا، وقال أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق يقول: أبو بكر بن أبي موسى أفضل من أخيه أبي بردة. اهـ.