نماذج أخبار عن رجال من هذه الأمة
  كحريز بن عثمان، وزياد بن أبيه، وعمران بن حطان(١)، ومَن على شاكلتهم(٢)، فيجعلون حديثهم أصح الحديث بعد كتاب الله تعالى.
  ونظير هذا الإفراط والتفريط والتناقض قولهم في الذين خرجوا عن طاعة عثمان وحاربوه: إنهم ملعونون، ... إلخ، وقولهم في الذين خرجوا عن طاعة علي بن أبي طالب # وحاربوه: إنهم مؤمنون، مجتهدون، مأجورون.
نماذج أخبار عن رجال من هذه الأمة
أبو بردة بن أبي موسى الأشعري:
  روى ابن أبي الحديد قال: وروى عبد الرحمن بن جندب، قال: قال أبو بردة لزياد: أشهد أن حجر بن عدي قد كفر بالله كفرة صلعاء، قال عبد الرحمن: إنما عنى بذلك نسبة الكفر إلى على بن أبي طالب #؛ لأنه كان أصلع(٣). اهـ فشهد أبو بردة
(١) انظر على سبيل المثال رواية البخاري عن حريز بن عثمان الحديث رقم (٣٥٤٦) وعن عمران بن حطان الحديث رقم (٥٨٣٥) ورقم (٥٩٥٢) وسمى زياد بن أبيه بـ (زياد بن أبي سفيان) حيث ألحقه بأبي سفيان في الحديث رقم (١٧٠٠) (ج ٢/ ١٦٩).
(٢) كخالد بن سلمة بن العاص، وثور بن يزيد الكلاعي، وزياد بن جبير الثقفي، وزياد بن علاقة، والسائب بن فروخ، وداود بن الحصين الأموي، وأبي محصن الحصين بن نمير الواسطي، وعبد الله بن سالم الأشعري الحمصي، ونعيم بن النعمان بن أشيم، وزهير بن معاوية بن خديج، وأغلب هؤلاء روى لهم أهل الكتب الستة جميعاً، البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه، فلتراجع تراجمهم في تهذيب التهذيب، وتقريبه، والهدي الساري، جميعها لابن حجر العسقلاني، والميزان والكاشف للذهبي، ولبعضهم كتاب عدَّد فيه جملة من ضعفاء الصحيحين قد زاد على مائتي راوٍ، لا زال في حرف السين. نسأل الله أن يعينه على إتمامه.
(٣) شرح النهج (٤/ ٩٩)، وقال البلاذري في كتابه (أنساب الأشراف ج ٥/ ٢٦٢): فأمر زياد [بن أبيه] وجوه أهل المصر أن يكتبوا شهادتهم عليهم، فكتب أَبُو بردة بْن أبي موسى أولهم: هذا ما شهد عليه الشهود أَبُو بُرْدة بْن أبي موسى لله رب العالمين، شهد أن حجر بْن عدي خلع =