شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سمرة بن جندب:

صفحة 71 - الجزء 1

  يروي أن هذه الآية نزلت في علي #: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ٢٠٤ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ٢٠٥ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ٢٠٦}⁣[البقرة]، وأن الآية نزلت في ابن ملجم وهي قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}⁣[البقرة ٢٠٧]، فلم يقبل سمرة، فبذل معاوية مائتي ألف درهم، فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف درهم فقبل، وروى ذلك⁣(⁣١).

  وذكر أيضاً عن الأعمش عن أبي صالح قال: قيل لنا: قدم رجل من أصحاب رسول الله ÷ فأتيناه فإذا هو سمرة بن جندب، وإذا عند إحدى رجليه خمر، وعند الأخرى ثلج، فقلنا: ما هذا؟ قالوا: إنه النقرس⁣(⁣٢).

  وإذا قوم قد أتوه، فقالوا: يا سمرة، ما تقول لربك غداً، تؤتى بالرجل فيقال لك: هو من الخوارج، فتأمر بقتله، ثم تؤتى بآخر فيقال لك: ليس الذي قتلته بخارجي، ذلك فتى وجدناه ماضياً في حاجته فشُبِّه علينا، وإنما الخارجي هذا، فتأمر بقتل الثاني؟

  فقال سمرة: وأيُّ بأسٍ في ذلك؟ إن كان من أهل الجنة مضى إلى الجنة، وإن كان من أهل النار مضى إلى النار. انتهى⁣(⁣٣).


(١) شرح النهج (٤/ ٧٣).

(٢) شرح النهج (٤/ ٧٨).

(٣) شرح النهج (٤/ ٧٨)، وفي تاريخ الطبري (٥/ ٢٣٧) في ذكر سمرة ما لفظه: وهل يُحْصَى من قَتَلَ سَمُرَةُ بن جندب! استخلفه زيادٌ عَلَى الْبَصْرَة، وأتى الْكُوفَة، فَجَاءَ وَقَدْ قتل ثمانية آلاف مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ: هل تخاف أن تكون قَدْ قتلت أحداً بريئاً؟ قَالَ: لو قَتَلتُ إِلَيْهِم مثلهم مَا =