اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
  فهذه نماذج أخبار رويت عن كبار رجال من أوائل هذه الأمة، وهي على الجملة مشهورة ومتواترة عنهم، وقد ذكر بعض ذلك ونحوه عن الكثير ابن حجر في مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري(١)، وأورده محمد بن عقيل | في «العَتْب الجميل على رجال الجرح والتعديل»؛ أتينا بذلك لنبين أن هناك مذاهب ناتجة عن سلاطين بني أمية.
اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
  وإذا أردت أن تعرف صحة ما ذكرناه فما عليك إلا أن تقرأ في كتب التراجم عند المحدثين من أهل السنة كتهذيب التهذيب، وتقريبه، وهدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري - ثلاثتها لابن حجر العسقلاني - وميزان الاعتدال، وسير أعلام النبلاء للذهبي، والمجروحين لابن حبان، والضعفاء للعقيلي، والتاريخ الكبير للبخاري، وغيرها، فتراهم كيف يهونون بغض علي #، ولا يرفعون رأساً لِسَبِّهِ أو لعنه أو بغضه، بل يقولون: «كان من الثقات، وإنما وضع منه بغض علي»، «شامي ثقة، وكان يحمل على علي»، «حروري المذهب، وكان صلباً في السنة»، «تابعي ثقة، وكان يحمل على علي»، «وعاب عليهم بعضهم
= خشيت - أو كما قَالَ. اهـ. وفيه أيضاً: عَنْ أَبِي سَوَّارٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: قَتَلَ سَمُرَةُ مِنْ قَوْمِي فِي غَدَاةٍ سَبْعَةً وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ. اهـ. ومثله في الكامل في التاريخ (٣/ ٦٠ وما بعدها) وفيها قصص أخرى من بطشه، وفيه أيضاً ص (٨٩) مقولة سمرة المشهورة لما عزله معاوية من ولاية البصرة: لَعَنَ اللَّهُ مُعَاوِيَةَ! وَاللَّهِ لَوْ أَطَعْتُ اللَّهَ كَمَا أَطَعْتُهُ مَا عَذَّبَنِي أَبَدًا.
(١) وقد أوردهم ابن حجر في هدي الساري مقدمة فتح الباري من صفحة (٣٨٥) إلى صفحة (٤٦٤) وذكر من غلاة النواصب: قيس بن أبي حازم في (١/ ٤٣٦) وحريز بن عثمان في (١/ ٣٩٦) .......... الخ.