لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في أحكام اللطف]

صفحة 116 - الجزء 1

  وقال (بعض المعتزلة وغيرهم: بل يجب على الله تعالى) ما علمنا أنه يفعله قطعاً ثم اختلفوا فقال (بعضُهم جميع ما ذكر) مما تضمنه المثال المذكور والتناصف، وهؤلاء هم جمهور المعتزلة فقالوا: يجب ستة أمورٍ: اللطف، والعوض، والتناصف، وقبول التوبة، والإثابة، والتمكين للمكلفين.

  (و) قال (بعضُهم: بل بعضه) أي بعض ما ذكر، واجب على الله وهو التمكين بعد التكليف.

  (لنا: ما مرَّ) من أنَّ الطاعاتِ شكرٌ لِلهِ، وأنَّ الآلامَ تفضَّلٌ؛ لأنَّها عَرْضٌ على الخير كأصل التكليف.

  (قالوا: قال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}) [الأنعام: ٥٤] ومعنى كتب أوجب.

  (قلنا:) ذلك واردٌ على طريق التشبيه (شبَّه اللهُ تعالى فعله لرحمته بعباده الواسعة لكل شيء) وهي قبول توبة التائبين (بفعل الواجب المكتوب) أي: المحتوم الذي لا يبدل (لَمَّا كان تعالى لا يخلفه البتَّة)؛ لأنه تعالى لا يُخلف الميعاد (فعبَّر عنه) أي: عن هذا المعنى ودل عليه (بكلمة: «كَتَبَ» كقوله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا}) [مريم: ٧١] فشبَّه وُرُوْدَهَا بالواجب في كونه أمراً محتوماً لا محالة، (وهو) أي: وُرُود جهنم (غير واجب عليه تعالى اتفاقاً) بيننا وبينهم.

  ¿ تعالى الفراغُ من كتاب العدل، ونشرعُ بعون الله وتوفيقه في كتاب النبوءة.