لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 117 - الجزء 1

كتاب النبوة

  (هي: وَحْيُ الله إلى أزكى البشر عقلاً وطهارةً، من ارتكاب القبائح) فلا يتعمد معصيةً لِلهِ ø، ولا يدخل في حرفة دَنيّةٍ مُسترذَلَةٍ، (وأعلاهم مَنْصِباً) أي: أعلى البشر منصباً وأرفعهم بيتاً (بشريعة) متعلِّق بقوله: وحيُ الله، أي: وَحْيُ الله ... بشريعة.

  (والرّسَالةُ لغة: القول المُبَلَّغُ. وشرعاً: كالنبوءة) في حقيقتها المذكورة سواء (إلَّا أنَّه يقال) في حقيقة الرسالة (في موضع «بشريعة»: «لتبليغ شريعة لم يسبقه بتبليغ جميعها أحد»).

فصل

  قال (الهادي #) والناصر والإمام أحمد بن سليمان، وكثير من قدماء أهل البيت $ (وأهل اللُّطف: ويجب على كل مكلف عقلاً أن يعلمَ أنَّه لا بُدَّ من رسول) لِلَّهِ سبحانه إلى خلقه، واختلفوا في عِلَّة الوجوب على المكلف بعد اختلافهم أيضاً في وجوبه على الله تعالى.

  فقال (الهادي #) وسائر أئمة أهل البيت $: لا يجب على الله شيء، وإنّما عَلِمَ المكلف أنه لا بُدَّ من رسول (لِيُنْبئ عن الله سبحانه ببيان أداء شكره بما شاء) أي: ليخبرهم أن يشكروا الله بما شاء (من الشرائع، على ما مَنَّ به من النعم، و) لأجل (يُميز بذلك) أي: بإرسال الرسل (من يشكره ممّن لا يشكره؛ إذ قد ثبت أنه تعالى ليس بجسم، فامتنع أن يُلْقِى جلَّ وعلا مشافهةً) فيُبَيّن كيفية أداء شكره بالنطق لخلقه من غير واسطة رسول، تعالى عن ذلك، (والحكيم لا يترك ما شأنه كذلك هَمَلاً) أي: ما شأنه يحتاج إلى تبيين الشكر، وإلى تمييز الشاكر من غيره؛ لأنَّه ينافي الحكمة، وقد ثبت أنَّ اللهَ عدلٌ حكيمٌ فلا يترك ما شأنه كذلك.

  قال #: (قلت وبالله التوفيق: وكذا) أي: مثل قول الهادي (يأتي) القولُ (على أصل قدماء العترة $) لأنَّهم يقولون إنَّ الطاعاتِ شكرٌ لِلهِ تعالى على نعمه، كما صرحوا بذلك في كتبهم.

  وقال (أهل اللُّطف: بل) عَلِمَ المكلف عقلاً أنه لا بُدَّ من رسول؛ (لأنَّه يجب على الله تعالى الأصلح) وإرسال الرسل أصلح للمكلفين، لهذا وجب أن يعلمَ المكلف أنَّه لا بُدَّ من رسولٍ.