لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في القرآن]

صفحة 129 - الجزء 1

  (والأصح ثبوت البسملة) في أوائل السور (قرآناً) ولهذا أثبتها السلف في المصحف ويجهرون بها في الصلاة، قال ابن عباس ¥: «من تركها فقد ترك مائةً وثلاثَ عشرة آية من كتاب الله تعالى»، وقال أيضا: «سَرَقَ الشيطانُ من الناس آيةً» لما ترك بعضهم البسملة.

  وروى في الأحكام عنه ÷ أنه قال: «كل صلاة لا يجهر فيها ببسم الله الرحمن الرحيم فهي آية اختلسها الشيطان» وغير ذلك من الأدلة⁣(⁣١).

  (و) الأصح أيضاً (ثبوت الثلاث) وهي الحمد والمعوِّذتان (في المصحف؛ لوقوع التواتر بذلك) أي: بكون البسملة آية في كل سورة، وبإثبات الحمد والمعوِّذتين في المصحف، بل قد وقع الإجماع على خلاف قول أُبَيّ وابن مسعود.

  (ومعتمد أئمتنا $ قراءة أهل المدينة) وهي قراءة نافع بن عبد الرحمن.

  قال (الهادي #: ولم يتواتر غيرها) أي: غير قراءة أهل المدينة.

  وقال (الجمهور: بل) القراءات (السبع) كلها متواترة، وهي: قراءة نافع، وأبي عمرو، والكسائي، وحمزة، وابن عامر، وابن كثير، وعاصم.

  وقال (أكثرهم) أي: أكثر الجمهور: تواترت القراءات السبع (أُصولاً وهو جوهر اللفظ) أي: حروفه وكلماته وإعرابه، (وفرشاً: وهو هيآته نحو المدِّ والإمالة) والتّسهيل والتحقيق، والتفخيم والترقيق، والإخفاء والإظهار.

  وقال (القرشي وابن الحاجب: لم يتواتر الفرش) قال في الفصول: وهو الأصح.


(١) ومن الأدلة أيضاً على أنَّ البسملة آية من أول كل سورة:

أولاً: إجماع الأمة على إثباتها في أول كل سورة إلا سورة براءة وإجماعهم حجة وليس يثبت في القرآن ما ليس منه.

ثانياً: إجماع أهل البيت $ على ذلك، قال الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي في تفسيره البرهان: عندنا وعند علماء العترة $ أنَّها آيةٌ من فاتحة الكتاب ومن كل سورة أثبتت فيها، وأن تاركها تارك لآية من كتاب الله ø.

ومما يدل على ذلك أيضاً: ما ثبت عن رسول الله ÷ من قراءته لها مع ما كان يقرأ من السور فلولا أنَّها من القرآن لَمَا جاز لرسول الله أن يُدخلَ في كلام الله ما ليس منه، كما أنه لا يجوز أن يخلط به كلاماً سواه ولا بيتا من الشعر.