لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 151 - الجزء 1

فصل

  (ويجب على المسلمين في كل عصر إعانة من يصلح لها) أي: للإمامة بالمال والنفس والجنان والأركان (إجماعاً؛ لأن ثمرتها - وهي حفظ بيضة الإسلام ودفع التظالم، وإنصاف المظلومين وإقامة الحدود، ونحو ذلك - لا يختص وقتاً دون وقت) بل هي حاصلة في جميع الأوقات على سواء، فلهذا وجب إعانةُ من يصلُحُ للإمامة في كل وقت.

  (و) أجمعت العترة $، ووافقهم غيرهم أنه (لا يخلو الزمان ممن يصلح لها) أي: للإمامة من منصبها الشريف وهم العترة $ (لأخبار صحيحة نحو قوله ÷ «أهل بيتي كالنجوم كُلَّما أَفَلَ نجمٌ طلعَ نجمٌ»)⁣(⁣١) وقوله ÷: «إني تارك فيكم ...»، وقوله ÷ «إنَّ عند كل بدعة يَكَادُ بها الإسلام وليّاً من أهل بيتي موكَّلاً يُعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله»، ويؤكد ذلك قول علي #: «اللهم بلى لا تخلو الأرضُ من قائمٍ لِلَّهِ بحجةٍ إمَّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً كيلا تبطل حججُ الله وبيناتُهُ» وغير ذلك.

  (وقيل: لا يجب) إعانة من يصلح لها؛ لأنها لا تجب عندهم لا عقلاً ولا سمعاً كما مرَّ لهم، قالوا: (لِخُلُوِّ بعض الأزمنة عن إمام؛ لأنها لو كانت واجبةً) في كل عصر (لكانت الأُمّةُ في ذلك العصر) الذي خَلي عن ظهور الإمام (مجمعةً على الإخلال بالواجب) وهو إقامة الإمام (ولا يجوز أن تُجمع الأُمّةُ على الإخلال بالواجب؛ إذ لا تجتمع على ضلالة).


(١) وأخبار النجوم والأمان شهيرة رواها الإمام الهادي إلى الحق في الأحكام، والإمام الرضا على بن موسى الكاظم بسنده المتصل عن آبائه $، والإمام أبو طالب، والإمام الموفق بالله، والإمام المرشد بالله، والإمام المنصور بالله في الشافي $ بأسانيدهم، وصاحب جوهر العقدين عن سلمة بن الأكوع وقال: أخرجه مسدد وبن أبي شيبة، وأبو يعلى، والطبري في ذخائر العقبى عن سلمه أيضاً، وأخرجه أحمد في المناقب؛ وهو في ذخائر العقبى بلفظ: قال: وعن قتادة، عن عطاء، عن ابن عباس ® قال: قال رسول الله ÷ «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف؛ فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب الشيطان» قال: أخرجة الحاكم؛ وقال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح الإسناد. تمت من كتاب لوامع الأنوار بتصرف.