فصل
  وقال (بعض متأخري الزيدية والغزالي: فإن لم يوجد) المجتهد (فالتقليد كافٍ) للضرورة.
  (لنا) حجة على قولنا: (إجماع الصدر الأول) من الصحابة وأهل البيت $ وغيرهم (على وجوب الاجتهاد) في حق الإمام، (ولقوله تعالى: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون}) [يونس: ٣٥] ولا يصح أن يكون الذي يهدي إلى الحق إلا مجتهداً، وقوله: {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون} توبيخ وإنكار لاتباع غير المجتهد، (و) قد عُرف أنه (لا يخلو الزمان من مجتهد؛ لما مرَّ) فثبت بما ذكرنا أنه لا بُدَّ أن يكونَ مجتهداً.
  وقالت (الحشوية: لا يُشترط) في الإمام (العلم رأساً).
  (لنا) عليهم: (الإجماع والآية كما مرَّ).
  (و) السادس من شروط ا لإمامة: (الورع) وهو الإتيان بالواجبات واجتناب المحرمات؛ (خلافاً للحشوية) فإنَّهم لا يشترطون العدالة.
  (لنا: قوله تعالى: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين}) [البقرة: ١٢٤] فأخبر الله تعالى أنَّ الإمامةَ التي هي عهد الله وأمانته لا تنال الظالمين.
  (و) السابع: (اجتنابُ المهن الُمستر ذلة) كالحجامة والحِياكة، (خلافاً للحشوية).
  (قلنا: اختلت العدالة) بذلك (والإجماع على اعتبارها).
  (و) الثامن: (الأفضلَّية) فيكون الإمام أفضل أهل زمانه أو كأفضلهم؛ (لقوله ÷: «من وَلَّى رجلاً وهو يعلم أن غيره أفضل منه فقد خان الله في أرضه»).
  (و) التاسع: (الشجاعة، وحَدُّهَا: أن يكون معه من رباطة الجأش) أي: شدة القلب وثباته (ما يتمكن معها من تدبير الحروب عند فشل الجموع) من الهزائم ونحوها (لئلا تتحطم جيوش المسلمين).
  (و) العاشر: (التدبير) بحسن الرأي والسياسة، ولا يُشترط ألَّا يُخطئ في ذلك، بل يكون الأغلب من حاله الإصابة.