فصل [في ذكر البعث]
  وقال (الزمخشري: يجوز) من الله سبحانه (تعجيل كل العقاب) في الدنيا لبعض المكلفين؛ لقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير}[الشورى: ٣٠].
  (قلنا: لم يُعْرَفْ أنه) أي: المعَجَّل (جزاءٌ فلم يتم) كما ذكرنا، (وأيضاً لا دليل) على ذلك.
فصل [في ذكر البعث]
  (ويبعث الله تعالى كل من نُفِخَ فيه الروح) من جميع الحيوانات (قطعاً).
  وقال (أبو هاشم: لا قطع) بذلك، لجواز أن يكون البعض من الخلق لا يستحقُ البعثَ فلا يُبعث، وهو من لم يكن له ثواب؛ لأنه يجوز عنده توفير العوض في الدنيا.
  (لنا: قوله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون}) [الأنعام: ٣٧] فأخبر سبحانه أنه لا بُدَّ لهم من البعث والحشر، وهذا نص في ذلك.
  (و) عند البعث (تُعاد أجزاء الحي كاملاً) من غير نقص شيء منه.
  (وقيل:) بل يُعاد من الحي (ما يصح أن يكون الحيُّ حيّاً معها).
  (قلنا: يلزم أن يكون) الحي المُعاد (بلا يدين ولا رجلين؛ لأنه يصح أن يكون حيّاً من دونها، وقد ثبت أن الله تعالى يقول: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ}[النور: ٢٤] الآية).
  وقال (أبو علي والبلخي: بل) تُعاد (جميع الأجزاء) التي كان الحي عليها وقت الطاعة أو المعصية، ولو فضلة كاليد الزائدة؛ لأنها بمجموعها هي المستحقة للثواب أو العقاب.
  (قلنا: لا دليل على) إعادة (الفضلات) كاليد الزائدة، والسِّمَنِ الزائد على قدر الحاجة.