لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في ذكر الحساب والميزان والصراط والجنة]

صفحة 204 - الجزء 1

  فأثبت له الكِفَّة والعمود ترشيحاً (كقول الشاعر [يصف رجلاً شجاعاً]:

   ...................................... ... لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لم تُقَلَّمِ)

  فقد استعار لفظ الأسد للرجل الشجاع وقرنه بما يلائم المستعار منه وهو السبع المعروف، فأثبت له اللبد وهو: الشعر المتراكم، وكذلك الأظفار، ترشيحاً وهي من صفات الأسد.

  (فيُوافق) أي: ما رووه عن ابن عباس (حينئذٍ ما ذكرناه من الأدلة) الدالة على أنه مجازٌ.

  (والصراط في الدنيا: هو) كما قال تعالى: {اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم} فهو بهذا المعنى مجازٌ عبَّر به عن (دين الله الذي جاء به رسول الله ÷ إجماعاً) بين الأمة.

  قال (المهدي # وغيره: وفي الآخرة هو جسر على جهنم).

  (لنا) حجة على مخالفينا: (قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}⁣[الأنعام: ٥٣] خطاباً لأهل الدنيا) وهذا نصٌ على أن المراد بالصراط دين الله القويم.

  (و) كما (قال تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}) [الأنعام: ١٦١] وهذا مما لا خلاف فيه.

  (و) لنا حجة على أنه لا جسر فوق جهنم يَمُرُّون عليه: (قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}) [الطور: ١٣] والدَّعُ: الدفع العنيف فيدفعهم الخزنة إلى النار دفعاً عنيفاً على وجوههم من غير جسر يتهافتون من فوقه (وقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ...} إلى قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}) [الزمر: ٧١ - ٧٢] فهاتان الآيتان (نَصٌ صريحٌ في أنهم لا يمشون على جسرٍ فوقها) أي: فوق جهنم.

  (وأيضا: ما قالوا) أي ما قاله المخالف (يستلزم تكليف المؤمنين في الآخرة) بالمرور عليه مع خطره وهَوْلِهِ، (والإجماع على أن لا تكليف فيها) لأنَّها دارُ جزاءٍ لا دار تكليفٍ.

  (قيل: ويلزمنا التكليف بالوقوف في المحشر كالوقوف بعرفة) والوقوف بعرفة تكليف،