لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في ذكر الحد]

صفحة 30 - الجزء 1

  إذا عرفتَ ذلك (فحدُّ بعض المتكلمين للذَّات) أي: مطلق الذات بقولهم: حدّ الذات: ما يصح العلمُ بها على انفرادها، (و) كذلك (حدّهم نحو موجود بالمعنى الثاني) من مَعْنَيَيِ الحدّ وهو ما يُتصوَّر به ماهيَّة (لا يصح؛ لأنَّ اللهَ تعالى لا يصح تَصَوُّرُهُ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى) في ذكر صفاته؛ (فليس) الحدُّ إذاً (بجامعٍ) لكلِ موجودٍ ولكل ذاتٍ؛ لخروج الباري تعالى من المحدود.

  (وقولهم) أي: أهل الحدود (في حد العالِمِ: «من يمكنه إيجاد الفعل المحكَم» لا يصح بالمعنيين معاً) وهما: شرح الاسم، أو تصور الماهيَّة؛ (لما مرَّ) من أنه تعالى لا يصح تصوره، (ولدخول نحو النحلة؛ لأنَّه يمكنها إيجاد الفعل المحكَم، وهو تقدير بيوت شمعها، وترصيفُها له، فليس حدُّهم بمانعٍ) من دخول غير المحدود فيه.

  قال #: (فإن قيل: فما شرحه؟) أي شرح العالِم، أي: إيضاحه بلفظٍ أوضح؟

  (قلتُ وبالله التوفيق: هو من يمكنه إحكام الأشياء المتباينة، وتمييز كلٍّ منها بما يُميِّزُه) عن غيره. (أو: من أدرك الأشياءَ إدراك تمييز، وإن لم يقدر على فعل محكم) فهو عالِمٌ، والمعنى في ذلك: أن من أمكنه إحكام الأشياء المختلفة وتمييزها، وكذلك من أدرك تمييزها وإحكامها فإنَّه يُسمّى عالماً، وإن لم يقع منه الفعل المحكم.