لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [والعالم محدث]

صفحة 31 - الجزء 1

كتابُ التوحيدِ

  التوحيد: هو العلم بالله تعالى وصفاته، وما يحق له تعالى من الأسماء الحسنى والصفات العليا، وما يستحيل عليه ونحو ذلك، وهو معنى قوله #:

  (التوحيدُ هو لغة: الإفراد) أي: نفي الثاني.

  (واصطلاحاً: قال الوصي #: التوحيد أن لا تتوهَّمَه) أي: لا تتصوره بأنَّه يشبه شيئاً من مخلوقاته فليس بجسمٍ، وليس بذي مكانٍ، ولا يتصف بصفات المخلوقات فلا تكييف ولا تمثيل؛ لأنَّ كلَّما تصوره الوهم أو تخيله فهو مخلوقٌ، وما كان كذلك فليس بواحدٍ؛ إذ قد شاركه غيره في كونه مخلوقاً.

فصل [والعَالَمُ محدثٌ]

  لَمَّا كان الدليلُ على الله تعالى هو صنعه وجب ذكرُ أدلةِ حدوثِ العالَمِ قبل كل شيءٍ.

  ولهذا قال #: (والعَالَمُ مُحْدَثٌ) والمحدَث هو: ما سبقَ وجوده العدم، أو سبق وجوده وجود غيره، (خلافاً لبعض أهل الملل الكفرية).

  (لنا:) على حدوث العالم الأدلة العقلية والسمعية المثيرة لدفائن العقول منها: (قوله تعالى: {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}) [البقرة: ١٦٤].

  (بيان الاستدلال بها) أي بالآية: (أمَّا السماوات والأرض) التي بدأ اللهُ بذكرهما لكونهما أكبر المخلوقات في طريق التفكر والاعتبار، وكونهما محلاً للَّيلِ والنهار (فإنَّا نظرنا في خلقهما فوجدناهما لم ينفكا عن إمكان⁣(⁣١) الزيادةِ والنقصانِ) أي: لم يفارقا إمكان الزيادة والنقصان، أي: يحكم العقل بأنَّه يمكن الزيادة فيهما والنقصان منهما (والتحويل والتبديل والجمع بينهما،


(١) هذا الدليل الأول على حدوثهما، وهو: دليل الإمكان.