لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في ذكر ما قيل في صفاته تعالى]

صفحة 36 - الجزء 1

  (غيرَ مُحْدَثٍ؛ لما يلزم من التسلسل كما مرَّ آنفاً، أو التحكم في الاقتصار على البعض) حيثُ قلنا: يحتاج إلى مُحدِثٍ ولا يحتاج مُحدِثُهُ إلى مُحدِثٍ (كما تزعمه المفَوِّضة⁣(⁣١) وكل منهما) أي: من التسلسل أو التحكم (معلوم البطلان)؛ لأنَّ العقلَ يحكم ببطلان ذلك.

  (قادراً؛ لأنَّ الفعلَ لا يصح إلَّا من قادرٍ) يُعلم ذلك (ضرورةً).

  (حياً؛ لأنَّ الجمادَ لا قدرة له) يُعرف ذلك (ضرورة).

  (عالماً؛ لأنَّا وجدنا العالَمَ محكماً رَصِينَ الإحكام على اختلاف أصنافه وتباينها، مُمَيِّزاً كلاً منها على الآخر أكمل تمييز، نحو إحكام خلق الإنسان وتمييزه بذلك) الإحكام (عن نحو إحكام خلق الأنعام، وذلك) الإحكام (لا يكون إلا من عالِمٍ ضرورة، وليس ذلك إلا الله سبحانه وتعالى).

  (وبذلك) الإحكام (يُعرف بطلان دعوى العِلِيَّةِ والطبائعية، والمنجمة؛ إذ لا حياة للعلَّة والطبع لو تُعُقِّلا، ولا للنجوم؛ فضلاً عن القدرة والعلم) لأنَّهما إنَّما يكونان تابعين للحياة.

فصل [في ذكر ما قيل في صفاته تعالى]

  (جمهور أئمتنا $ والملاحمية: وصفات الله هي ذاته) لا غير ذلك، فلا يصح أن تكون صفاته معاني حالة في ذاته، لاستحاله الحلول في حقه تعالى، وقد ثبت أنَّه تعالى قادرٌ وعالمٌ وحيٌ وموجودٌ فكانت صفات الله هي ذاته لا غير، ولقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} (وفاقاً لأبي الحسين البصري، والرازي وغيرهما) فإنَّهم يوافقون (في صفته تعالى الوجودية) أنَّها ذاته.

  قال # (ومعناه) أي: معنى أن صفات الله هي ذاته (أنَّه قادرٌ بذاته تعالى لا بأمر غيره) زائد على ذاته (ونحو ذلك) أي: وعالمٌ بذاته، وحيٌ بذاته، وكذلك سائر صفاته تعالى، والمعنى: أنه ليس إلا ذاته تعالى كما ذكرنا.


(١) المفوضة: هم فرقة من الرافضة زعموا أنَّ اللهَ خلقَ محمداً ÷ وفوَّض إليه الخلق فهو الخالقُ لِمَا في الدنيا كلها. الملل والنحل للمهدي # بتصرف يسير.