لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في ذكر ما قيل في صفاته تعالى]

صفحة 37 - الجزء 1

  وقال (بعض أئمتنا $ وبعض شيعتهم، وأبو علي، والبهشمية: بل هي) أي: صفاته تعالى (أمور زائدة على ذاته) لا هي الله ولا غيره ولا شيء ولا لا شيء.

  (قلنا) في الردِّ عليهم: (يلزم) من قولكم هذا (تلاشيها) أي: بطلانها، أي: الأمور الزائدة التي زعمتم أنها صفاته تعالى؛ (لأنَّها إمَّا موجودة، أو معدومة، أوْلَا موجودة ولا معدومة).

  (ليس الثالث، إذ لا واسطة بين الوجود والعدم).

  (ولا الثاني؛ لِما يلزم من كونه تعالى معدوماً؛ لعدم صفته الوجودية، ونحو ذلك) أي ويلزم كونه تعالى ليس بقادر ولا عالم ولا حي؛ لعدم هذه الصفات حينئذٍ (وقد صحَّ بما مَرَّ أنه تعالى موجودٌ ونحو ذلك) أي: وقادر وعالم وحيٌّ (مع أنَّهم لا يقولون بذلك) أي: بأن صفاته تعالى معدومة (وحاشاهم) من القول بذلك.

  (والأول) وهو كونها موجودة لا يخلو: (إمَّا أن تكون قديمةً، أو محدَثةً، أوْ لَا قديمة ولا محدثة).

  (ليس الثالث؛ إذ لا واسطة بين القديم والمحدَث إلا العدم، وقد مرَّ وجه بطلانه).

  (ولا الثاني؛ لأنَّه يلزم من ذلك كونه تعالى مُحْدَثاً؛ لحدوث صفته الوجودية، ونحو ذلك) من كونه تعالى غيرَ عالمٍ وغير قادر وغير حيٍّ؛ لعدم ثبوت صفه العالم والقدرة والحياة له في الأزل، (وقد مرَّ بطلانه، مع أنَّهم لا يقولون بذلك وحاشاهم).

  (ولا الأول؛ لأنَّه يلزم قدماء مع الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً، وذلك باطلٌ؛ لما يأتي إن شاء الله تعالى) في مسألة نفي الثاني، (مع أنَّهم لا يقولون بذلك وحاشاهم).

  (وقد ثبتت لنا) صفاته تعالى (بما مرَّ من الأدلة، فما بقي إلا أن تكون ذاتَه) كما مرَّ.

  (قالوا: الصفات لا تُوصف كما مرَّ لهم) في ذكر الصفات، من ادعائهم لزوم التسلسل أو التحكم.

  (لنا: ما مرَّ عليهم) وهو صحة حدوثها؛ لكونها لم تتقدم موصوفَها المحدث فصحَّ وصفها بأنَّها مُحدَثةٌ⁣(⁣١).


(١) هذا وإنَّما قالوا بأنَّ الصفات لا توصف، هروباً مما لزمهم من وصف ما ادعوه من الأمور الزائدة على ذاته تعالى - التي زعموا أنها صفاته - بالقدم أو الحدوث، فاخترعوا هذا القول، كما مرَّ لهم في ذكر الصفات.