لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في ذكر ما قيل في صفاته تعالى]

صفحة 38 - الجزء 1

  وقال (أبو الحسين البصري: بل هي) أي: صفاته تعالى (مزايا لا هي الله تعالى ولا غيره).

  (قلنا: لا واسطة إلَّا العدم، وقد مرَّ بطلان كونها) أي: صفاته تعالى (معدومة) وأيضا فقوله مزايا كقولهم أمور زائدة كما تقدم، والجواب الجواب، لا فرق بين القولين إلا بالتسمية.

  وقالت (الرافضة والجهمية: بل هي غيرُ الله، وهي مُحْدَثةٌ بعلمٍ محدثٍ).

  (قلنا: يلزم الدورُ) فيتوقف حدوثُ الصفات على حدوث العلم، وحدوثُ العلمِ على صفته تعالى العالمية؛ لأنه لا يُحدِثُ العلمَ الذي زعموا إلَّا عالمٌ وإلَّا لما حدث هذا العلم؛ ولزم توقف الشيء على نفسه، وسبقُه في الوجود لنفسه وكلاهما محال (وإن سُلِّم عدم لزومه) أي: الدور (لزم أن يكونَ الله تعالى مُحْدَثاً؛ لحدوث صفته الوجودية ونحو ذلك) أي: ويلزم عجز الله وجهله ... إلخ قبل حدوث العلم المحدَث (وقد مرَّ بطلان كونه تعالى محدَثاً ونحو ذلك).

  وقالت (الأشعريةُ: بل) صفاته تعالى (معانٍ قديمة قائمة بذاته، ليست إيَّاهُ ولا غيره).

  (قلنا: لا واسطة إلَّا العدم، وقد مرَّ وجه بطلان كونها معدومة) أي: كون صفاته تعالى معدومة.

  وقالت (الكرامية: بل) صفاته تعالى (معانٍ قديمةٌ) أي: غيرُه، حالَّة فيه، تعالى عن ذلك.

  (قلنا: يلزم آلهة، ولا إله إلا الله؛ لما يأتي إن شاء الله تعالى) في مسألة نفي الثاني.

  (قالوا) أي من خالفنا في صفاته تعالى: (لو كانت هي ذات الله لما وجب تكرير النظر بعد معرفتها، كما سبق ذكره) عنهم.

  (قلنا: ذاتُ اللهِ هي الله، ولم يعرِفِ الله مَنْ لم يكرر النظر، فتكرير النظر لم يكن بعد معرفةِ ذاتِ اللهِ حينئذٍ) كما سبق تحقيقه.