لقوله تعالى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ... الآية}⁣[النساء: ١١٥] وقوله ÷: «لن تجتمع أمتي على ضلالة».

  وبهذا تعرف أيها القارئ الكريم الفرقة الناجية المتمثلة في عترة رسول الله ÷ فاحرص على اتباعهم والتمسك بهديهم، لتكن من الناجين غداً يوم الدين.

  هذا ... والسبب والداعي لنا إلى القيام بهذا العمل، هو إفادة طلبتنا الكرام خاصة، لا سيما اثناء تدريسنا لهم؛ ليسهلَ عليهم فهمه، ولنقومَ بواجبنا نحو تعليمهم، ممّا أدى بنا الحال إلى أن نقومَ بتوضيح ذلك لحاجتهم إليه، وخاصة المبتدئين منهم كما سبق ذكره.

  وهذا كله ... بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل علمائنا الكرام الذين كانوا يبعثونا إلى النواحي والبلدان لإرشاد الناس وتعليمهم معالم دينهم، فلمَّا امتثلنا لأمرهم وخرجنا من بيوتنا وأوطاننا للإرشاد، أكرمنا الله بذلك، ووفقنا للقيام بهذا العمل البسيط خدمة للعلم وأهله، نسأل الله القبول لذلك، وأن يعمّ نفعه العباد، وأن يبارك فيه حتى يستفيدَ منه كُلُّ طالبيه، ويصل إلى مقصود نفعه كل مبتغيه، وبالخصوص طلبة العلم، ليكونوا على بصيرة من دينهم ومعرفة تامة بربهم سبحانه وتعالى، وإن كان المقصود من ذلك هو إفادة طلبتنا خاصة كما أسلفنا؛ إلَّا أنّه لمَّا أكملنا ذلك ورأينا حاجة الناس إليه، أحببنا أن يستفيدَ منه الجميع بحول لله وقوته إنَّه سميعٌ مجيبٌ.

  وقد راجعت بتوفيق الله المتن على نسختين مطبوعتين الأولى من طباعة مكتبة التراث ورمزت لها بهذا الرمز (ث) والثانية من مكتبة أهل البيت ورمزت لها برمز (ب) بالإضافة إلى الشروح المطبوعة، وكذلك يسر الله بنسخة للشرح مخطوطة ورمزت لها بهذا الرمز (خ).

  هذا ... ولقد استشرت واستأذنت في القيام بهذا العمل سيدي العالم الحجة/محمد بن عبدالله عوض حفظه الله وأبقاه ونفع به وبعلومه الإسلام والمسلمين، فطلب مني نسخةً ليطلعَ عليها فأعطيته ذلك، ثم بعد فترة سألته عن رأيه فيما قمنا به من توضيح كتاب الأساس فأذن لي في ذلك وقال: إبدأ بصفه وإخراجه.