لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

باب [الاسم والصفة]

صفحة 55 - الجزء 1

باب [الاسم والصفة]

  يذكر المتكلمون الاسم والصفة بين مسائل الكلام؛ لما يتعلق بهما من أسماء الله وصفاته.

  الاسم يطلق في اللغة: على الكلمة التي تدل على ذاتٍ سواء كان اسماً نحوياً كزيد، أو فعلاً نحوياً كضرب ويضرب، وأمَّا في اصطلاح أهل النحو فهو ما ذكره # بقوله:

  (الاسم: كلمة تدل وحدها على معنى غير مقترنٍ بزمان وضعاً وهو غيرُ المسمَّى).

  وقالت (الكرامية ومتأخرو الحنفية: بل الاسم هو نفسُ المسمَّى).

  وقد قيل: إن الذي دعاهم إلى ذلك، هو ذهابهم إلى أن أسماء الله تعالى قديمة فأوجب ذلك أن تكون هي نفس المسمَّى، وإلَّا لزم تعدد القدماء وهو محال، فهربوا إلى اختراع هذا القول.

  (قلنا: إذاً لكان الأمر كما قال الشاعر:

  لو كان من قال ناراً أحرقتْ فَمَهُ ... لَمَا تَفَوَّه باسم النارِ مخلوقُ)

  وكان يلزمُ أن من نطقَ بالعسل أن يجدَ حلاوتَه، ومن نطقَ بالصبر أن يجدَ مرارتَه.

  (والصفة: لفظها مشترك) بين معانٍ خمسة بعضها كلامي وبعضها لغوي وبعضها نحوي، فالأول منها: ما هو (عبارة عن ثبوت الذات على شيءٍ، نحو: ثبوت الحيوان على حياته) فثبوت الحيوان على الحياة صفةٌ له، وهذا في اصطلاح المتكلمين.

  (و) الثاني: ما هو (عبارة عن شيءٍ هو الذات نحو: قدرة الله) تعالى وعلمه وحياته وجميع صفاته فإنَّها ذاته جل وعلا، وهذا حدّ الصفة أيضاً عند المتكلمين.

  (و) الثالث: ما هو (عبارة عن اسمٍ لِذاتٍ وضع باعتبار تعظيم) لتلك الذات، (نحو قولنا: «أحدٌ» نريد به الله تعالى، فإنَّه عبارةٌ عن ذاته تعالى باعتبار كونه المتفرد بما لا يكون من الأوصاف الجليلة إلَّا لَهُ تعالى) وهذا باعتبار اللغة اسمٌ متضمنٌ للصفة وهي التعظيم، فكل أسمائه تعالى كذلك على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  (و) الرابع: ما هو عبارة (عن اسمٍ لِذاتٍ باعتبار معنى) كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة، وذلك المعنى (غير أسماء الزمان والمكان والآلة نحو قولنا: «قائم» نريد به إنساناً فإنه