لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

باب [الاسم والصفة]

صفحة 56 - الجزء 1

  اسمٌ له باعتبار معنى وهو القيام)⁣(⁣١) وكذلك ضارب ومضروب وحسن، وهذا حدّ الصفة عند أهل النحو.

  (و) الخامس: أن تكونَ الصفةُ (بمعنى الوصف وهو عبارةٌ عن قول الواصف: «زيدٌ كريمٌ» مثلاً) فإنه يسمى وصفاً وصفة عند أهل اللغة، وكذلك «زيد شجاع» وما أشبه ذلك.

  قال #: (عُلِمَ ذلك) أي: التقسيم المذكور (بالاستقراء) أي: بتتبع لغة العرب.

  وقال (المهدي #: ليست) الصفةُ (إلا بمعنى الوصف فقط) كما في الاعتبار الخامس.

  قال #: (قلنا: يلزم منه) أي: من القول بأن الصفةَ ليست إلا بمعنى الوصف، وأنها عبارةٌ عن قول الواصف (أن تكونَ صفاتُه تعالى نحو كونه قادراً عبارةً عن قول الواصف، وذلك بَيِّنُ البطلان) لأنه يؤدي إلى أنه تعالى ليس له صفةٌ إلا قول ذلك الواصف فقط.

  (وقال) المهدي (#: لو كانت الصفةُ اسماً لذاتٍ باعتبار معنى لزم أن يكون من قام [قد فعل بنفسه] صفة؛ لأنَّه باعتبار معنى وهو القيام) وهذا ردٌ من المهدي # على من زعم أنَّ الصفةَ موضوعةٌ لمعنى في الموصوف، لا أنَّها عبارةٌ عن قول الواصف.

  قال #: (قلنا: ليس باسم) أي: من قام، وقد قلنا في الصفة إنَّها اسمٌ لذات باعتبار معنى.

  (وقال) المهدي (#: الاسم والصفة عبارة عن قول الواصف فقط) كما تقدم ذكر قوله # في ذلك.

  (قلنا:) في الرد عليه (يلزم أن لا يُفهم إلَّا مجرد قوله فقط لا معنا هما) أي: الاسم والصفة (وهو الذات وما يلازمها) من المعاني كالكرم ونحوه (وذلك خلاف المعلوم ضرورة).

  هذا ويمكن أن يقال: إنَّ الخلاف في معنى الصفة إنما هو باعتبار أصل وضع اللغة: فإذا ثبت أن الصفة لا تقال في أصل اللغة إلا لقول الواصف كما قاله المهدي # صح ذلك، ولا يلزم منه ما ذُكِرَ من أنه لا يفهم إلا مجرد القول، وأنه تعالى ليس له صفةٌ إلا قول الواصف.


(١) وأمّا أسماء الزمان والمكان والآلة نحو مَضْرَب ومَقْتَل لزمان الضرب ومكانه، ومحلب للإناء الذي يحلب فيه فإن هذه أسماء لذواتٍ باعتبار معنى وهوالضرب والقتل والحلب وليست بصفات بحسب اللغة ولا اصطلاح أهل العربية.