باب [الاسم والصفة]
  · والتاسع عشر: (أو الزيادة في القول) فالكلمة المزيد فيها حرف يطلق عليها اسم المجاز (نحو قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١] على أحد وجهي معناه) وهو إذا كان لفظ الكاف حرف جر زائد، فيكون المعنى: ليس مثلَه شيءٌ.
  قال #: (وقد زيد) في العلاقة (غير ذلك) أي: غير التسعة عشر نوعاً، (وهي داخلة فيما ذكرت إلَّا إطلاق المعرف على المنكر) فإنه غير داخل فيها (نحو: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً}[البقرة: ٥٨]، أي: باباً من أبوابها) أي: من أبواب القرية.
  (والصحيح أنه من أقسام المعرَّف باللَّام حقيقةً) لا مجازاً؛ لأنه تجري عليه أحكامُ المعارف من وقوعه مبتدأ وخبراً ... ونحو ذلك (ويسميه نجم الدين بالتعريف اللفظي).
  قال #: (إذا عرفت ذلك) أي: ما سبق ذكره في التمهيد (امتنع أن يُجْر ى لِلهِ من المجاز ما يستلزم علاقته التشبيه) لما ثبت من أنه تعالى لا يشبه شيئاً.
  (وأمَّا) ما جاء من الآيات التي توهم التشبيه (نحو قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ}[القصص: ٨٨] فعلاقته الزيادة في القول) كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} والمعنى كل شيء هالك إلا إياه، (لا) أنَّ إطلاق لفظ الوجه على الله (من تسمية العام باسم الخاص) أي: لا من تسمية الكل باسم الجزء؛ لأن ذلك من صفات الأجسام، والله تعالى ليس بجسم فلا يوصف بكل ولا جزء، تعالى عن ذلك.
  (وأمَّا قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص: ٧٥]، وقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء}[المائدة: ٦٤]، وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر: ١٤]، وقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}[المائدة: ١١٦] فالعلاقة) في هذه الآيات (المشاكلةُ في القول) تحقيقاً أو تقديراً كما مرَّ، (عبَّر عن قدرته تعالى في الأُولى بقوله: {بِيَدَيَّ}؛ لتشاكلَ كلمةَ اليدِ المقدَّرةَ الخاطرة بذهن المخاطب عند سَمَاعِهِ لقوله تعالى: {خَلَقْتُ} لمَّا كان المخاطبُ لم يشاهد مزاولة صنع إلا باليدين، ونضيرُهُ) أي: نضير قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ({صِبْغَةَ اللهِ} كما مرَّ) تحقيقه في المشاكلة في القول تقديراً.