لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [فيما يجوز إطلاقه على الله من الأسماء وما لا يجوز]

صفحة 67 - الجزء 1

[رحمن ورحيم]

  قال #: (و) أمَّا (رحمن ورحيم) فإنَّهما (حقيقتان دينيتان) كالمؤمن (لا لغويتان؛ لأنَّهما لو كانا مجازاً لا فتقرا إلى القرينة، وهما لا يفتقران) إليها، وذلك علامة الحقيقة، (بل لا يجري لفظ «رحمن» مطلقاً) أي: مضافاً وغير مضاف، (و) لا يجري لفظ («رحيم» غير مضافٍ إلَّا له تعالى) وأمَّا مع الإضافة فيجوز: كزيد رحيم القلب، (ولو كانتا لغويتين) أي: حقيقتين لغويتين (لاستلزما التشبيه، وقد مَرَّ إبطاله) أي: إبطال التشبيه.

  (ورحيمٌ: منقولٌ) من معناه اللُغوي إلى المعنى الشرعي (ورحمن: غيرُ منقولٍ؛ إذ لم يطلق) أي: رحمن (على غيره) تبارك وتعالى (لغةً البتة، وقولُهم: «رحمن اليمامة») لا ينقض ما ذكرناه؛ لأنه (كقول الصوفية: «الله»، للمرأةِ الحسْنَاء تعالى الله الرحمن عن ذلك علواً كبيراً).

  (وأما رحمة الله تعالى فمجازٌ؛ لأنَّ العلاقة المشابهةُ بين فعله تعالى، وفعل ذي الحُنُوِّ والشفقة من خلقه) ولا يلزم من تشبيه فعله سبحانه بفعل المخلوقين التشبيه له تعالى بخلقه؛ لأنَّ المشابهةَ في الفعل غيرُ المشابهةِ في الذات.

  (وجميعُ ذلك) أي: إطلاق ما هو مجاز على الله (لا يكون إلا سماعاً اتفاقاً) بين أكثر العلماء⁣(⁣١).

فصل [فيما يجوز إطلاقه على الله من الأسماء وما لا يجوز]

  (ولا يجوز لِلَّهِ تعالى من الأسماء إلَّا ما تضمن مدحاً له جل وعلا إجماعاً؛ لقوله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}) [الأعراف: ١٨٠].

  قال (الجمهور: ولا يفتقر شيءٌ) من أسمائه تعالى (إلى السمع إلَّا المجاز) كما تقدم.

  قال #: (قلت وبالله التوفيق: وما سمَّى به تعالى نفسه من الحقائق الدينية) كرحمن ورحيم، فإنه مفتقرٌ إلى السمع.


(١) وقد جَوَّزَ بعضهم إطلاق المجاز على الله تعالى، إذا قُيِّدَ بما يرفع الإيهام، وإن لم يَرِدْ به السمع.