لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [فيما يجوز إطلاقه على الله من الأسماء وما لا يجوز]

صفحة 68 - الجزء 1

  وقال (المرتضى #، والبلخي، وجمهور الأشعرية: بل والحقيقة) تفتقر إلى إذن السمع في إطلاقها على الله تعالى كالمجاز، وهؤلاء هم الذين يقولون: إنَّ أسماء الله تعالى توقيفية.

  (قلنا: إذاً لامتنع وصفُه تعالى بما يحق له) من الأسماء المتضمنة للمدح (ممن عرفَهُ ولم تبلغه الرسل ولا مانع عقلاً) من وصفه تعالى بما يحق له من الحقائق المتضمنة للمدح ممن كان كذلك.

  قال (القاسم) بن إبراهيم (وظاهر كلام الهادي @: و) لفظُ («شيءٍ» لا) يجوز أن (يُجرَى على الله تعالى اسماً له إلا مع قيد: لا كالأشياء) فيقال له تعالى شيءٌ لا كالأشياء (ليفيدَ المدح) لِلَّهِ والتنزيهَ له عن مشابهة غيره.

  وقال (المهدي # وأبو هاشم: يجوز) أن يجرَى «شيء» اسماً لِلهِ تعالى (بلا قيدٍ مطلقاً) أي: عقلاً وسمعاً؛ (إذ يفيد) لفظُ «شيءٍ» (كونه تعالى معلوماً).

  (قلنا: العَلَمُ يفيد كون مسمّاه معلوماً وليس بمدحٍ، كإبليس لعنه الله) فقد أفاد كون مسماه معلوماً وليس ذلك بمدح، وقد عُرِفَ بما تقدم من الإجماع أنه لا يجوز لِلهِ تعالى من الأسماء إلا ما تضمن مدحاً، ولا مدح في إطلاق لفظ شيء عليه تعالى إلا مع قيد: لا كالأشياء.

  (وإن سُلِّم) لكم أن الاسم دال على أن مسماه معلوم يكفي في جواز إطلاقه على الله تعالى، فلا نسلم أن لفظ «شيء» يفيد ذلك في حق الله تعالى؛ إذ (لم يُفد) لفظُ شيءٍ (كونه تعالى معلوماً إلا مع قيد: لا كالأشياء؛ لأنه لا يعرفه إلا من لم يشبهه) تعالى بغيره.

  وقال (أبو علي وأبو عبد الله البصري: بل) يجوز أن يجرَى لفظ «شيء» اسماً لِلهِ تعالى (سمعاً فقط) لا عقلاً؛ (إذ هو كاللقب) لا يجري على الله تعالى؛ لمَّا لم يُفد مدحاً.

  (قلنا: يمتنع) إطلاق لفظ شيء على الله تعالى بغير قيد عقلاً وسمعاً؛ (لأنه لا يفيد كونه تعالى معلوماً من غير قيدٍ، ولا تضمَّن مدحاً، وليس بِعَلَمٍ) أي: ليس بلقب، (فلم يفد) في حقه تعالى فائدة، (والحكيم لا يُخاطَب إلَّا بالمفيد) إذ هو مقتضى الحكمة.

  (و) أمَّا احتجاجهم بـ (قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}) [النور: ٦٤] فإنَّه (عامٌ للأشياء المتشابهة) من سائر المخلوقات، (وللشيء الذي ليس كالأشياء) وهو الله سبحانه وتعالى.