فصل [فيما يجوز إطلاقه على الله من الأسماء وما لا يجوز]
فرع
  (والجلالة) وهي لفظ الله تعالى (اسم لِلهِ تعالى بإزاء مدحٍ) له جل وعلا؛ لأنَّ معناها: الجامع لصفات الإلهية التي بها يستحقُّ العبادةَ، (وليس بِعَلَمٍ) له تعالى؛ لأنَّ الأعلامَ لا تفيد معنى سوى تمييز مُسماها.
  وقالت (النحاة: بل هي عَلَمٌ) له تعالى مثل الأعلام الغالبة.
  (قلنا: العَلَمُ يُوضع لتمييز ذاتٍ عن جنسها، والله تعالى لا جنس له) حتى يميز بعضه عن بعض؛ (لما مرَّ) من أنه الأحد الذي ليس كمثله شيء.
  (قالوا: أصل الله: إلهٌ بمعنى: مألوه أي: معبود، واللَّام بدلٌ من الهمزة، فهي من الأعلام الغالبة؛ كان عاماً في كل معبود ثم اختص) بعد دخول الألف واللّام وكثرة الاستعمال (بالمعبود حقاً) وهو الله ربُّ العالمين، وذلك (كالصَّعقِ كان عامّاً لكل من أصابته الصاعقة، ثم اختص برجل) اسمه خويلد بن نُفيل، احتملته الريح فذهبت به فمات.
  (قلنا:) دعوى (ابتداء جعلها) أي: الجلالة (للباري تعالى سبحانه اسماً وقتَ الشرك به) من الكفار (قريبٌ من دعوى علم الغيب) الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، فمن أين لهم أنه تعالى لم يُسمَّ بلفظ الجلالة قبل خلقه للكفار؟ (بل الأظهر أنها اسم لله تعالى قبل ذلك) يدعوه بها الملائكة، وغيرهم ممن خلق الله سبحانه وتعالى.
  (وواحِدٌ، وأحدٌ: اسمان له تعالى بإزاء مدح؛ إذ هما بمعنى المتفرد بصفات الإلهية) التي لا يشاركه فيها مشارك، (ولا يجوز أن يكونا له بمعنى أول العدد؛ لعدم تضمنه المدح) ولأنه يلزم من ذلك التشبيه لاقتضائه التحديد والتناهي.