لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 73 - الجزء 1

  وأمَّا الطرف الثاني: فقال أبو علي الجُبَّائي: لا يجوز إطلاق لفظ قديم إلا على الله؛ إذ معناه: هو الموجود في الأزل وما سواه فهو محدَثٌ، وحمل قوله تعالى: {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيم} على التوسع والمجاز، وخالفه ابنُه أبو هاشم فقال: معناه المتقدم على غيره في الوجود، وهو الصحيح.

  (قلنا: لم تثبت الأشياء) التي هي (غيرُه تعالى في الأزل) ولم توجد، (لما مرَّ) من الدلالة على حدوث العالم، وأنه لا فرق بين الثبوت والوجود في اللغة، وهذا في الطرف الأول.

  (و) أمَّا في الطرف الثاني: فلنا (قوله تعالى: {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيم}) [يس: ٣٩] فوصف العرجون بالقِدم، وهو عودُ عذق النخل، (و) لنا أيضاً (ثبوت نحو: «رسمٍ قديم») وبناءٍ قديمٍ (بين الأُمَّة بلا تناكر)، فلو كان مختصاً بالله لأنكر ذلك العلماءُ، ولم يُجمعوا على جوازه.

  وأمَّا الجواب على من قال إنه مجاز: فهو مخالف لما ثبت من تخاطب المسلمين به في غير الله تعالى بلا قرينة.

  ¿ وتوفيقه الفراغُ من كتاب التوحيد، ونشرعُ بعون الله تعالى في كتاب العدل.