لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 74 - الجزء 1

كتاب العدل

  العدل لغة: الإنصاف، والحكم بالحق.

  وفي اصطلاح المتكلمين: العلم بتنزيه الله سبحانه عن فعل القبيح وأن أفعاله كلها حسنة.

  فقولنا: إنَّ اللهَ عدلٌ معناه: أنه منزهٌ عن صفات النقص في أفعاله، أي: لا يفعل القبيح، وأفعاله كلها حسنة، فمن اعتقد ذلك فهو من أهل العدل، ولهذا سُمِّيت العدليةُ بهذا الاسم لقولهم بذلك.

  ومعنى العدل في المخلوق: هومن لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب، وأفعاله كلها حسنة، وقد أشار # إلى معنى ذلك بقوله:

  (هو لغة: الإنصاف) أي: إنصاف الغير بإعطائه حقة واستيفاء الحق منه.

  (واصطلاحاً: ما قال الوصي) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه: والعدل ألَّا تتهمه) أي: لا تتهمه في فعله بأنَّه قبيحٌ.

فصل

  (الحسن: ما لا عقاب عليه) أي: ما لا عقاب على فاعله سواء كان واجباً أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً (والقبيح ضده) وهو ما يعاقب عليه فاعله.

  قال (أئمتنا $ وموافقوهم: ولا يقبح الفعل) عقلياً كان أو شرعياً (إلَّا لوقوعه على وجه من الظلم ونحوه) أي: أنَّ الفعل لا يقبح إلَّا لوقوعه على أمرٍ يتعلق به يصير الفعل بسببه قبيحاً، فيقبح الضرب مثلاً والقتل ونحو ذلك، إذا كان على جهة الظلم والتعدي، فإذا انتفى الظلم فلا يقبح كالضرب للتأديب، والقتل قصاصاً أو حدّاً، وهكذا سائر القبائح العقلية والشرعية فإن قبحها لم يكن إلَّا لوقوعها على وجه من الظلم ونحوه كالكذب والعبث، وكفر النعمة.

  وإنَّما كان حَدُّ الحسن والقبح ما ذكرنا (إذ الأصل في مطلق الأفعال) التي ليس لها جهة حُسْنٍ ولا قُبحٍ ظاهرين (الإباحة) كالتمشي في الأرض التي لا مِلْكَ لأحدٍ فيها.