التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

النعت

صفحة 103 - الجزء 1

  مرفُوعٌ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ وهُوَ مضافٌ إلَى الهاءِ التي هِيَ ضميرٌ عائدٌ إلَى محمدٍ.

  وحُكمُ النّعتِ: أنَّهُ يتبعُ منعوتَهُ فِي إعرابِهِ، وفِي تعريفِهِ أوْ تنكيرِهِ، سواءٌ أكانَ حقيقيّاً أمْ سببيّاً.

  ومعْنَى هذَا أنَّهُ إنْ كانَ المنعوتُ مرْفُوعاً كانَ النّعتُ مرْفُوعاً، نحوُ: «حضرَ مُحَمَّدٌ الفاضلُ» أوْ «حضرَ مُحَمَّدٌ الفاضلُ أبوهُ»، وإنْ كانَ المنعوتُ مَنْصُوباً كانَ النّعتُ مَنْصُوباً، نحوُ: «رأيتُ مُحَمَّداً الفاضلَ» أوْ «رأيتُ مُحَمَّداً الفاضلَ أبوهُ»، وإنْ كانَ المنعوتُ مخفوضاً كانَ النّعتُ مخفوضاً، نحوُ: «نظرتُ إلَى محمدِ الفاضلِ» أوْ «نظرتُ إلَى محمدِ الفاضلِ أبوهُ»، وإنْ كانَ المنعوتُ معرفةً كانَ النّعتُ معرفةً، كمَا فِي جميعِ الأمثْلِةِ السَّابقةِ، وإنْ كانَ المنعوتُ نكرةً كانَ النّعتُ نكرةً، نحوُ: «رأيتُ رجلاً عاقلاً» أوْ «رأيتُ رجلاً عاقلاً أبوهُ».

  ثُمَّ إنْ كانَ النّعتُ حقيقيّاً زادَ عَلَى ذَلِكَ أنَّهُ يتبعُ منعوتَهُ فِي تذكيرِهِ أوْ تأنيثِهِ، وفِي إفرادِهِ أوْ تثنيتِهِ أوْ جمعِهِ.

  ومعْنَى ذلكَ أنَّهُ إنْ كانَ المنعوتُ مذكَّراً كانَ النّعتُ مذكراً، نحوُ: «رأيتُ مُحَمَّداً العاقلَ»، وإنْ كانَ المنعوتُ مؤنَّثاً كانَ النّعتُ مؤنَّثاً نحوُ: «رأيتُ فاطمةَ المهذَّبةَ»، وإنْ كانَ المنعوتُ مفرداً كانَ النّعتُ مفرداً كمَا رأيتَ فِي هذينِ المثالينِ، وإنْ كانَ المنعوتُ مُثنًّى كانَ النّعتُ مُثنًّى، نحوُ: «رأيتُ المُحَمَّدَيْنِ العَاقِلَيْنِ»، وإنْ كانَ المنعوتُ جمعاً كانَ النّعتُ جمعاً، نحوُ: «رَأَيْتُ الرِّجَالَ العُقَلاءَ».

  أمَّا النّعتُ السَّبَبِيُّ فإنَّهُ يَكُونُ مفرداً دائماً ولوْ كانَ منعوتُهُ مُثنًّى أوْ مجموعاً تقُولُ: «رَأَيْتُ الوَلَدَيْنِ العَاقِلَ أَبُوهُمَا» وتقُولُ: «رَأَيْتُ الأَوْلاَدَ العَاقِلَ أَبُوهُم»، ويتبعُ النّعتُ السّببيُّ مَا بعدَهُ فِي التّذكيرِ أو التَّأنيثِ، تقُولُ: «رَأَيْتُ البَنَاتِ العَاقِلَ أَبُوهُنَّ»، وتقُولُ: «رَأَيْتُ الأَوْلادَ العَاقِلَةَ أُمُّهُمْ».