التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

المعرفة وأقسامها

صفحة 104 - الجزء 1

  فتلخَّصَ مِن هذَا الإيضاحِ أنَّ النّعتَ الحقيقيَّ يتبعُ منعوتَهُ فِي أرْبَعَةٍ مِن عشرةٍ: واحدٌ من الإفرادِ والتّثنيَةِ والجمعِ، وواحدٌ من الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخفضِ، وواحدٌ من التّذكيرِ والتَّأنيثِ، وواحدٌ من التّعريفِ والتّنكيرِ.

  والنّعتُ السّببيُّ يتبعُ منعوتَهُ فِي اثنينِ مِن خمسةٍ: واحدٌ من الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخفضِ، وواحدٌ من التّعريفِ والتّنكيرِ، ويتبعُ مرْفُوعَهُ الذي بعدَهُ فِي واحدٍ من اثنينِ وهمَا التّذكيرُ والتَّأنيثُ، ولا يتبعُ شيئاً فِي الإفرادِ والتّثنيَةِ والجمْعِ، بلْ يَكُونُ مفرداً دائماً وأبداً، واللَّهُ أعلمُ.

المعرفة وأقسامها

  قَالَ: وَالْمَعْرِفَةُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ: الاسْمُ المُضْمَرُ نَحْوُ: أَنَا وَأَنْتَ، وَالاسْمُ الْعَلَمُ نَحْوُ: زَيْدٌ وَمَكَّةُ، وَالاسْمُ المُبْهَمُ نَحْوُ: هَذَا وَهَذِهِ وَهَؤُلاءِ، وَالاسْمُ الَّذِي فِيهِ الأَلِفُ وَاللاَّمُ نَحْوُ: الرَّجُلُ وَالغُلاَمُ، وَمَا أُضِيفَ إِلَى وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الأَرْبَعَةِ.

  وَأقول: اعلَمْ أنَّ الاسْمَ ينقسمُ إلَى قِسْمَيْنِ، الأوَّلُ: النّكرةُ. ستأتِي. والثَّانِي: المعرفةُ، وَهِيَ: اللفظُ الذي يدلُّ عَلَى مُعَيَّنٍ، وأقسامُهَا خمسةٌ:

  القِسْمُ الأوَّلُ: المضمرُ أو الضّميرُ، وهُوَ مَا دَلَّ عَلَى متكلِّمٍ، نحوُ: أنا، أوْ مُخَاطَبٍ نحوُ: أَنْتَ، أوْ غائبٍ نحوُ: هُوَ، ومنْ هُنا تعلَمُ أنَّ الضَّميرَ ثلاثةُ أنواعٍ.

  النّوعُ الأوَّلُ: مَا وُضِعَ للدلالةِ عَلَى المُتكلِّمِ وهُوَ كلمتانِ وهما: «أنَا» للمتكلِّمِ وحدَهُ، و «نحنُ» للمتكلِّمِ المعظِّمِ نفسَهُ أوْ مَعَهُ غيرُهُ.

  والنّوعُ الثَّانِي: مَا وُضِعَ للدلالةِ عَلَى المُخاطَبِ وهُوَ خمسةُ ألفاظٍ، وَهِيَ: «أنتَ» بفتحِ التَّاءِ للمُخاطَبِ المذكَّرِ المُفرَدِ، و «أنتِ» بكسرِ التَّاءِ للمخاطَبةِ المؤنَّثةِ المُفرَدةِ، و «أنتُمَا» للمُخاطَبِ المُثنَّى مذكَّراً كانَ أوْ مؤنثاً، و «أنتُمْ» لجمْعِ الذّكورِ المخاطَبِينَ،