التوكيد، وأنواعه، وحكمه
  أعْرِب الأمثْلِةَ الآتيَةَ، وبيِّن المَعْطُوفَ والمَعْطُوفَ عَلَيْهِ وَأداةَ العطفِ {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ}، {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ}، {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١} {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ}، {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ٥ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ٦ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ٨}، {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢}.
التوكيد، وأنواعه، وحكمه
  قَالَ: (بَابُ التَّوْكِيدِ) التَّوْكِيدُ: «تَابِعٌ لِلْمُؤكَّدِ فِي رَفْعِهِ وَنَصْبِهِ وَخَفْضِهِ وَتَعْرِيفِهِ».
  وَأقول: التّأكيدُ - ويقالُ التّوكيدُ - معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: التّقويةُ، تقُولُ: «أَكَّدْتُ الشَّيْءَ» وتقُولُ: «وَكَّدْتُهُ» أيضاً: إذَا قَوَّيْتَهُ.
  و هُوَ فِي اصْطِلاحِ النَّحْويينَ نوعانِ، الأوَّلُ: التّوكيدُ اللفظيُّ، والثَّانِي: التّوكيدُ المعنويُّ.
  أمَّا التّوكيدُ اللفظيُّ فيكونُ بتكريرِ اللفظِ وإعادتِهِ بعينِهِ أوْ بمرادفِهِ، سواءٌ كانَ اسماً نحوُ: «جاءَ مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ» أمْ كانَ فعلاً نحْوُ «جاءَ جاءَ مُحَمَّدٌ» أمْ كانَ حرفاً نحوُ: «نعمْ نعمْ جاءَ مُحَمَّدٌ» ونحوُ: «جاءَ حَضَرَ أَبو بَكْرٍ» و «نَعَمْ جَيْرَ جَاءَ مُحَمَّدٌ».
  وأمَّا التّوكيدُ المعنويُّ فهُوَ: «التَّابعُ الذي يَرْفَعُ احتمالَ السَّهْوِ أو التّوسُّعِ فِي المتبوعِ» وتوضيحُ هذَا أنَّكَ لوْ قلْتَ: «جاءَ الأميرُ» احتملَ أنَّكَ سَهَوْتَ أوْ توسَّعْتَ فِي الكلامِ، وأنَّ غرضَكَ مجيءُ رسولِ الأميرِ، فإذَا قلْتَ: «جَاءَ الأَمِيرُ نَفْسُهُ» أوْ قلْتَ: «جاءَ الأمِيرُ عَيْنُهُ» ارتفعَ الاحتمالُ وتقرَّرَ عنْدَ السَّامِعِ أنَّكَ لَمْ تُرِدْ إلاَّ مجيءَ الأميرِ نفسِهِ.