التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

تمرين

صفحة 17 - الجزء 1

  مُضَارِعٌ مرفوعٌ؛ لتَجَرُّدِهِ مِن عَامِلٍ يقتضِي نصبَهُ أوْ عَامِلٍ يقتضِي جزمَهُ، فإذَا قلْتَ: «لَنْ يُسَافِرَ إِبْرَاهِيمُ» تغيَّر حالُ «يُسافر» من الرَّفعِ إلَى النَّصبِ، لتغيُّرِ العَامِلِ بعَامِلٍ آخرَ يقتضِي نصبَهُ، هُوَ «لَنْ»، فإذَا قلْتَ: «لَمْ يُسَافِرْ إِبْرَاهِيمُ» تغيَّرَ حالُ «يسافر» من الرَّفعِ أو النَّصْبِ إلَى الجزمِ، لتغيُّرِ العَامِلِ بعَامِلٍ آخرَ يقتضِي جزمَهُ، وهُوَ «لَمْ».

  واعلَمْ أنَّ هذَا التَّغيُّرَ ينقسمُ إلَى قسمينِ: لفظْيٍّ، وتقديريٍّ.

  فأمَّا اللفظيُّ فهُوَ: مَا لا يمنعُ من النُّطقِ بهِ مانعٌ، كمَا رأيتَ فِي حركاتِ الدَّالِ مِن «محمَّد» وحركاتِ الرَّاءِ مِن «يُسافر».

  وأمَّا التّقديريُّ فهُوَ: مَا يمنعُ من التَّلفُّظِ بهِ مانعٌ مِن تعذُّرٍ، أو استثْقَالٍ، أوْ مُناسبةٍ؛ تقُولُ: «يَدْعُو الفَتَى وَالقَاضِي وَغُلاَمِي» فيدعو: مرفوعٌ لتَجرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، والفتى: مرفُوعٌ لكوْنِهِ فاعلاً، والقاضِي وغُلامِي: مرفوعانِ لأنَّهمَا معطوفانِ عَلَى الفاعِلِ المرفُوعِ، ولكنَّ الضَّمَّةَ لا تظهرُ فِي أواخرِ هذِهِ الكلماتِ، لتعذُّرِهَا فِي «الفتَى» وَثِقَلِهَا فِي «يدعُو» وفِي «القاضِي» ولأجْلِ مناسبةِ ياءِ المُتكلِّمِ فِي «غُلامِي»؛ فتكونُ الضَّمَّةُ مقدرةً عَلَى آخرِ الكلِمَةِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ، أو الثِّقَلُ، أو اشْتغالُ المَحلِّ بحركةِ المُنَاسبةِ.

  وتقُولُ: «لَنْ يَرْضَى الفَتَى وَالقَاضِي وَغُلاَمِي» وتقُولُ: «إِنَّ الفَتَى وَغُلامِي لَفَائِزَانِ». وتقُولُ: «مَرَرْتُ بِالفَتَى وَغُلامِي وَالقَاضِي».

  فمَا كانَ آخرُه ألفاً لازمةً تُقدَّرُ عَلَيْهِ جميعُ الحركاتِ لِلتَّعذُّرِ، ويُسمَّى الاسْمُ المُنتهِي بالألفِ مقَصُوراً، مثلُ الفَتَى، والعَصَا، والحِجَا، والرَّحَى، والرِّضَا.

  ومَا كانَ آخرُهُ ياءً لازمةً تُقدَّرُ عَلَيْهِ الضَّمَّةُ والكسرةُ للثِقَلِ، ويُسمَّى الاسْمُ المُنتهِي بالياءِ منقوصاً، وتظهرُ عَلَيْهِ الفتحةُ لِخِفَّتِهَا، نحوُ: القاضِي، والدَّاعِي، والغَازِي، والسَّاعِي، والآتِي، والرَّامِي.

  ومَا كانَ مُضافاً إلَى ياءِ المُتكلِّمِ تُقَدَّرُ عَلَيْهِ الحركاتُ كلُّهَا للمُناسبةِ نحوُ: