التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

أسئلة

صفحة 24 - الجزء 1

  وكذلكَ لوْ كَانت التَّاءُ ليسَتْ زائِدةً: بأنْ كَانتْ موجودةً فِي المُفرَدِ نحوُ: «مَيْتٌ وَأَمْوَاتٌ، وَبَيْتٌ وَأَبْيَاتٌ، وَصَوْتٌ وَأَصْوَاتٌ» كانَ مِن جمْعِ التَّكْسِيرِ، ولَمْ يكُنْ مِن جمْعِ المُؤنَّثِ السَّالمِ.

  وأمَّا الفِعْلُ المضَارِعُ فنحوُ: «يَضْرِبُ» و «يَكْتُبُ» فكلٌّ مِن هذيْنِ الفِعْلينِ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وكذلكَ «يدْعُو، ويرْجُو» فكلٌّ منهمَا مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الوَاوِ منَعَ مِن ظُهُورِهَا الثِّقَلُ، وكذلكَ «يقضِي، ويُرضِي» فكلٌّ منهُمَا مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الياءِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ، وكذلكَ «يَرْضَى، وَيَقْوَى» فكلٌّ منهمَا مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ.

  وقولُنا: «الذي لَمْ يتَّصِلْ بهِ ألفُ اثنيْنِ أوْ واوُ جمَاعَةٍ أوْ ياءُ مُخاطَبةٍ». يُخْرِجُ مَا اتَّصَلَ بهِ واحدٌ مِن هذِهِ الأشْيَاءِ الثَّلاثَةِ؛ فمَا اتَّصَلَ بهِ ألفُ الاثْنيْنِ نحوُ: «يَكْتُبَانِ، وَيَنْصُرَانِ» ومَا اتَّصلَ بهِ واوُ الجمَاعةِ نحوُ: «يَكْتُبُونَ، وَيَنْصُرُونَ» ومَا اتَّصَلَ بهِ ياءُ المُخَاطَبةِ نحوُ: «تَكْتُبِينَ وَتَنْصُرِينَ» ولا يُرفَعُ حينئذٍ بالضَّمَّةِ، بلْ يُرفَعُ بثُبوتِ النُّونِ، والألفُ أو الواوُ أو الياءُ فاعِلٌ، وسيأتِي إيضاحُ ذلكَ.

  وقولُنا: «ولا نُونُ توْكِيدٍ خفِيفَةٌ أوْ ثقِيلَةٌ» يُخرِجُ الفِعْلَ المضَارِعَ الذي اتَّصلتْ بهِ إحدَى النُّونَينِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ٣٢} والفِعْلُ حينئِذٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.

  وقولُنا: «ولا نُونُ نِسوَةٍ» يُخرِجُ الفِعْلَ المضَارِعَ الذي اتَّصلَتْ بهِ نُونُ النِّسوةِ، نحْوُ قوْلِهِ سبحانَهُ وتعالَى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ} والفِعْلُ حينئِذٍ مبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ.