التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

تمرين

صفحة 28 - الجزء 1

  فإنَّها حينئذٍ تُعربُ بحركاتٍ مُقدَّرةٍ عَلَى مَا قبْلَ ياءِ المُتكلِّمِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ؛ تقُولُ: «حَضَرَ أَبي وَأَخِي» وتقُولُ: «احْتَرَمْتُ أَبي وَأَخِي الأَكْبَرَ»، وتقُولُ: «أَنَا لا أَتَكَلَّمُ فِي حَضْرَةِ أَبِي وَأَخِي الأَكْبَرِ» وقالَ اللَّهُ تعالَى: {إِنَّ هَذَا أَخِي}، {أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي}، {فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي}.

  وأمَّا الشُّروطُ التي تختصُّ ببعضِهَا دونَ بعضٍ؛ فمنْهَا أنَّ كلِمَةَ «فُوكَ» لا تُعربُ هذَا الإعْرَابَ إلَّا بشرطِ أن تخْلوَ من الميمِ، فلو اتَّصلتْ بهَا الميمُ أُعربتْ بالحركاتِ الظَّاهِرَةِ، تقُولُ: «هَذَا فَمٌ حَسَنٌ»، وتقُولُ: «رَأَيْتُ فَماً حَسَناً»، وتقُولُ: «نَظَرْتُ إِلَى فَمٍ حَسَنٍ» وهذَا شرطٌ زائدٌ فِي هذِهِ الكلِمَةِ بخصوصِهَا عَلَى الشُّروطِ الأرْبَعَةِ التي سبقَ ذِكرُهَا.

  ومنْهَا أنَّ كلِمَةَ «ذُو» لا تُعربُ هذَا الإعْرَابَ إلَّا بشرطيْنِ: الأوَّلُ: أن تكُونَ بمعْنَى صاحبٍ، والثَّانِي: أن يكونَ الذي تُضافُ إليْهِ اسْمَ جنسٍ ظاهراً غيرَ وصْفٍ؛ فإنْ لَمْ يكُنْ بمعْنَى صاحبٍ، بأنْ كَانتْ موصولةً فهيَ مبنيَّةٌ.

  ومثالُها غيرَ موصولةٍ قولُ أبي الطِّيِّبِ المتنبِّي:

  ذُو العقلِ يشقَى فِي النَّعيمِ بعقلِهِ ... وأخُو الجهالةِ فِي الشَّقاوةِ ينعمُ

  وهذانِ الشّرطانِ زائدانِ فِي هذِهِ الكلِمَةِ بخصوصِهَا عَلَى الشُّروطِ الأرْبَعَةِ التي سبقَ ذِكرُهَا.

تَمْرينٌ

  ١ - بيِّن المرفُوعَ بالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ، أو المُقدَّرةِ، والمرفُوعَ بالواوِ، مَعَ بيانِ نوعِ كلِّ واحدٍ منْهَا، مِن بيْنِ الكلماتِ الواردةِ فِي الجملِ الآتيَةِ:

  قالَ اللَّهُ تعالَى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ٣ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ٤ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٥}.