أسئلة
  واعلَمْ أنَّ هذِهِ الأسماءَ الخمسةَ لا تُعربُ هذَا الإعْرَابَ إلَّا بشروطٍ، وهذِهِ الشُّروطُ منْهَا مَا يُشترطُ فِي كلِّها، ومنْهَا مَا يُشترطُ فِي بعضِهَا.
  أمَّا الشُّروطُ التي تُشترَطُ فِي جميعِهَا فأرْبَعَةُ شروطٍ: الأوَّلُ: أن تكُونَ مفردةً، والثَّانِي: أن تكُونَ مُكبَّرةً، والثَّالثُ: أن تكُونَ مُضافةً. والرَّابعُ: أن تكُونَ إضافتُهَا لغيرِ ياءِ المتكلِّمِ.
  فخرجَ باشتراطِ «الإفرادِ» مَا لوْ كَانتْ مُثنَّاةً أوْ مجموعةً جمْعَ مذكَّرٍ أوْ جمْعَ تكسيرٍ؛ فإنَّها لوْ كَانتْ جمْعَ تكسيرٍ أُعْرِبَتْ بالحركاتِ الظَّاهِرَةِ، تقُولُ: «الآبَاءُ يُرَبُّونَ أَبْنَاءَهُمْ» وتقُولُ: «إِخْوَانُكَ يَدُكَ التي تَبْطِشُ بِهَا»، وقالَ اللَّهُ تعالَى: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ}، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}، ولوْ كَانتْ مثنَّاةً أُعربتَ إعرابَ المثنَّى بالألفِ رفعاً، وبالياءِ نصباً وجرّاً، وسيأتِي بيانُهُ قريباً، تقُولُ: «أَبَوَاكَ رَبَّيَاكَ» وتقُولُ: «تَأَدَّبْ فِي حَضْرَةِ أَبَوَيْكَ» وقالَ اللَّهُ تعالَى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}، {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، ولوْ كَانتْ مجموعةً جمْعَ مذكَّرٍ سالماً رُفِعَتْ بالواوِ عَلَى مَا تقدَّمَ، ونُصبتْ وجُرَّتْ بالياءِ، تقُولُ: «هَؤُلاءِ أَبونَ وَأَخونَ»، وتقُولُ: «رَأَيْتُ أَبينَ وَأَخِينَ» ولَمْ يُجمعْ بالواوِ والنُّونِ غيرُ لفظِ الأبِ والأخِ، وكانَ القياسُ يقتضِي ألَّا يُجمَعَ شيءٌ منْهَا هذَا الجمعَ.
  وخرجَ باشتراطِ «أنْ تكُونَ مُكبَّرةً» مَا لوْ كَانتْ مصغَّرةً، فإنَّها حينئذٍ تُعربُ بالحركاتِ الظَّاهِرَةِ؛ تقُولُ: «هَذَا أُبَيٌّ وَأُخَيٌّ»؛ وتقُولُ: «رَأَيْتُ أُبَيّاً وَأُخَيّاً» وتقُولُ: «مَرَرْتُ بِأُبَيٍّ وَأُخَيٍّ».
  وخرجَ باشتراطِ «أنْ تكُونَ مُضافةً» مَا لوْ كَانتْ مُنقطعةً عن الإضافةِ؛ فإنَّها حينئذٍ تُعربُ بالحركاتِ الظَّاهِرَةِ أيضاً، تقُولُ: «هَذَا أَبٌ» وتقُولُ: «رَأَيْتُ أَباً» وتقُولُ: «مَرَرْتُ بِأَبٍ»، وكذلكَ الباقِي، وقالَ اللَّهُ تعالَى: {وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ}، {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}، {قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ}، {إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا}.
  وخرجَ باشتراطِ «أنْ تكُونَ إضافتُهَا لغيرِ ياءِ المتكلِّمِ» مَا لوْ أُضيفتْ إلَى هذِهِ الياءِ؛