التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

المعربات

صفحة 52 - الجزء 1

المعربات

  قَالَ: (فَصْلٌ) المُعْرَباتُ قِسْمَانِ: قِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ، وَقِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحُرُوفِ.

  وَأقول: أَرَادَ المُؤلِّفُ ¦ بِهَذَا الفْصَلِ أَنْ يُبَيِّنَ، عَلَى وَجْهِ الإجْمَالِ، حُكْمَ مَا سبَقَ تَفْصِيلُهُ فِي مَوَاضِعِ الإعْرَابِ. وَالمَوَاضِعُ التي سبَقَ ذِكْرُ أَحْكَامِهَا فِي الإعْرَابِ تَفْصِيلاً ثَمَانِيَةٌ: وَهِيَ: الاسْمُ المُفرَدُ، وجمْعُ التَّكْسِيرِ، وجمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ، والفِعْلُ المضَارِعُ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ، والمُثنَّى، وجمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ، والأسْمَاءُ الخَمْسَةُ، والأَفْعَالُ الْخَمْسَةُ، وهذِهِ الأنْوَاعُ - التي هِيَ مَوَاضِعُ الإعَرَابِ - تَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ: القِسْمُ الأوَّلُ يُعْربُ بالحَرَكَاتِ، والقِسْمُ الثَّانِي يُعْرَبُ بالحُرُوفِ، وسيأْتِي بَيَانُ كلِّ نَوْعٍ منهمَا تفْصِيلاً.

المعربات بالحركات

  قَالَ: فَالَّذِي يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: الاسْمُ المُفْرَدُ، وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ، وَجَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِمُ، وَالفِعْلُ المُضَارِعُ الَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.

  وَأقول: الحَرَكَاتُ ثَلاثَةٌ، وَهِيَ: الضَّمَّةُ والفَتْحَةُ، والْكَسْرَةُ، ويُلْحَقُ بهَا السُّكونُ، وقدْ عَلِمْتَ أنَّ المُعْرَبَاتِ عَلَى قِسْمَيْنِ: قِسْمٌ يُعْرَبُ بالحَرَكَاتِ، وقِسْمٌ يُعْرَبُ بالحُرُوفِ، وهذَا شُرُوعٌ فِي بَيَانِ القِسْمِ الأوَّلِ الذي يُعْرَبُ بالحَرَكَاتِ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَشْيَاءَ:

  ١ - الاسْمُ المُفرَدُ، ومِثَالُهُ «مُحَمَّد» و «الدَّرْس» مِنْ قوْلِكَ: «ذَاكَرَ مُحَمَّدٌ الدَّرْسَ» فَذَاكَرَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ، ومُحَمَّدٌ: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ،