أسئلة
  أمَّا «أَنْ» فحَرْفُ مصدرٍ ونصبٍ واستقبالٍ، ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي} وقولُهُ جلَّ ذِكْرُهُ: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} وقولُهُ تعالَى: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} وقولُهُ تعالَى: {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}.
  وأمَّا «لَنْ» فحَرْفُ نفِيٍ ونصبٍ واستقبالٍ، ومِثَالُهُ قولُهُ تعالَى: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} وقولُهُ تعالَى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} وقولُهُ تعالَى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ}.
  وأمَّا «إِذَنْ» فحَرْفُ جوابٍ وجزاءٍ ونصبٍ، ويُشترطُ لنصبِ المضَارِعِ بهَا ثلاثةُ شروطٍ:
  الأوَّل: أن تكُونَ «إذنْ» فِي صدرِ جملةِ الجوابِ.
  الثَّانِي: أن يكونَ المضَارِعُ الواقعُ بعْدَهَا دالاًّ عَلَى الاستقبالِ.
  الثَّالث: أن لا يفصلَ بينهَا وبيْنَ المضَارِعِ فاصلٌ غيرُ القَسَمِ أو النّداءِ أوْ «لا» النَّافيةِ؛ ومِثالُ المستوفيَّةِ للشروطِ أن يقولَ لكَ أحدُ إخوانِكَ: «سَأَجْتَهِدُ فِي دُرُوسِي» فتقُولُ له: «إِذَنْ تَنْجَحَ». ومِثالُ المفصولةِ بالقَسَمِ أن تقُولَ: «إِذَنْ وَاللَّهِ تَنْجَحَ» ومِثالُ المفصولةِ بالنّداءِ أن تقُولَ: «إِذَنْ يَا مُحَمَّدُ تَنْجَحَ»، ومِثالُ المفصولةِ بلا النَّافيَّةِ أن تقُولَ: «إِذَنْ لاَ يَخِيبَ سَعْيُكَ» أوْ تقُولَ: «إِذَنْ وَاللَّهِ لا يَذْهَبَ عَمَلُكَ ضَيَاعاً».
  وأمَّا «كَيْ» فحَرْفُ مصدرٍ ونصبٍ؛ ويُشترطُ فِي النَّصْبِ بهَا أن تتقدَّمَهَا لامُ التّعليلِ لفظاً، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا} أوْ تتقدَّمَهَا هذِهِ اللامُ تقديراً، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً}، فإذَا لَمْ تتقدَّمْهَا اللامُ لفظاً ولا تقديراً كانَ النَّصْبُ بأنْ مضمرةً، وكَانتْ «كَيْ» نفسُهَا حَرْفَ تعليلٍ.
  وأمَّا القِسمُ الثَّانِي - وهُوَ الذي يَنْصِبُ الفِعْلَ المضَارِعَ بواسطةِ «أنْ» مضمرةً بعده جوازاً - فحَرْفٌ واحدٌ، وهُوَ لامُ التّعليلِ، وعبَّرَ عنْهَا المُؤلِّفُ بلامِ كيْ، لاشتراكِهمَا فِي الدّلالةِ عَلَى التّعليلِ، ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} وقولُهُ جلَّ شأنُهُ: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ}.