أسئلة
  وأمَّا القِسمُ الثَّالثُ - وهُوَ الذي يَنْصِبُ الفِعْلَ المضَارِعَ بواسطةِ «أنْ» مضمرةً وجوباً - فخمسةُ أحْرُفٍ:
  الأوَّلُ: لامُ الجحودِ، وضابطُهَا أن تُسبَقَ بـ «مَا كانَ» أوْ «لَمْ يَكُنْ» فمِثالُ الأوَّلِ قولُهُ تعالَى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} وقولُهُ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}، ومِثالُ الثَّانِي قولُهُ جلَّ ذكْرُهُ: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ١٣٧}.
  الحَرْفُ الثَّانِي «حَتَّى» وهُوَ يفيدُ الغايَةَ أو التّعليلَ، ومعْنَى الغايَةِ أنَّ مَا قَبْلَهَا ينقضِي بحصولِ مَا بعْدَهَا، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ٩١} ومعْنَى التّعليلِ أنَّ مَا قَبْلَهَا عِلَّةٌ لحصولِ مَا بعْدَهَا، نحْوُ قوْلكَ لبعضِ إخوانِكَ «ذَاكِرْ حَتَّى تَنْجَحَ».
  والحرفانِ الثَّالثُ والرَّابعُ: فاءُ السّببِيَّةِ، ووَاوُ المعيَّةِ، بشرطِ أن يقعَ كلٌّ منهمَا فِي جوابِ نفِيٍ أوْ طلبٍ؛ أمَّا النّفِيُ فنحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}، وأمَّا الطّلبُ فثمانيَةُ أَشْيَاءَ: الأمرُ، والدّعاءُ، والنّهيُ، والاستفهامُ، والعَرْضُ، والتّحضيضُ، والتّمنِّي، والرّجاءُ؛ أمَّا الأمرُ فهُوَ الطّلبُ الصَّادرُ من العظيمِ لمَنْ هُوَ دونَهُ، نحْوُ قوْلِ الأستاذِ لتلميذِهِ: «ذَاكِرْ فَتَنْجَحَ» أوْ «وَتَنْجَحَ» وأمَّا الدّعاءُ فهُوَ الطّلبُ المُوجَّهُ من الصّغيرِ إلَى العظيمِ، نحْوُ «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فَأَعْمَلَ الخَيْرَ» أوْ «وَأَعْمَلَ الخَيْرَ» وأمَّا النّهيُ فنحْوُ «لاَ تَلْعَبْ فَيَضِيعَ أَمَلُكَ» أوْ «وَيَضِيعَ أَمَلُكَ» وأمَّا الاستفهامُ فنحْوُ «هَلْ حَفِظْتَ دُرُوسَكَ فَأُسَمِّعَهَا لَكَ» أوْ «وَأُسَمِّعَهَا لَكَ». وأمَّا العرْضُ فهُوَ الطّلبُ برفقٍ، نحْوُ «أَلاَ تَزُورُنَا فَنُكْرِمَكَ» أوْ «وَنُكْرِمَكَ»، وأمَّا التّحضيضُ، فهُوَ الطّلبُ مَعَ حثٍّ وإزعاجٍ، نحْوُ «هَلاَّ أَدَّيْتَ وَاجِبَكَ فَيَشْكُرَكَ أَبُوكَ» أوْ «وَيَشْكُرَكَ أَبُوكَ» وأمَّا التّمنِّي، فهُوَ طلبُ المستحيلِ أوْ مَا فيهِ عُسْرةٌ، نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:
  لَيْتَ الكَوَاكِبَ تَدْنُو لِي فَأَنْظِمَهَا ... عُقُودَ مَدْحٍ فَمَا أَرْضَى لَكُمْ كَلِمِي
  ومثلهُ قولُ الآخَرِ: