التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

أسئلة

صفحة 71 - الجزء 1

  الكفِّ عن الفِعْلِ وترْكُهُ، والفرقُ بينهمَا أنَّ النّهيَ يَكُونُ من الأعلَى للأدنى، نحْوُ {لَا تَخَفْ} ونحْوُ {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا} ونحْوُ {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}، وأمَّا الدّعاءُ فيكونُ من الأدنى للأعلَى، نحوُ: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا} وقولُهُ جلَّ شأنُهُ: {وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا}.

  وأمَّا القسمُ الثَّانِي - وهُوَ مَا يجزمُ فعلينِ، ويُسَمَّى أوَّلُهمَا فِعْلَ الشّرطِ، وثانيهمَا جوابَ الشّرطِ وجَزاءَهُ - فهُوَ عَلَى أرْبَعَةِ أنواعٍ:

  النّوعُ الأوَّلُ: حَرْفٌ باتِّفاقٍ، والنّوعُ الثَّانِي: اسْمٌ باتِّفاقٍ، والنّوعُ الثَّالثُ: حَرْفٌ عَلَى الأصحِّ، والنّوعُ الرَّابعُ: اسْمٌ عَلَى الأصحِّ.

  أمَّا النّوعُ الأوَّلُ، فهُوَ «إِنْ» وحدَهُ، نحْوُ «إِنْ تُذَاكِرْ تَنْجَحْ» فَإِنْ: حَرْفُ شرطٍ جازمٌ باتِّفاقِ النّحاةِ، يجزمُ فعليْنِ: الأوَّلُ فِعْلُ الشّرطِ، والثَّانِي جوابُهُ وجزاؤُهُ، و «تُذَاكِرْ» فِعْلٌ مُضَارِعٌ فِعْلُ الشّرطِ مَجْزُومٌ بإنْ وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ أنتَ، و «تَنْجَحْ» فِعْلٌ مُضَارِعٌ جوابُ الشّرطِ وجزاؤُهُ، مَجْزُومٌ بإنْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُه أنتَ.

  وأمَّا النّوعُ الثَّانِي - وهُوَ المتَّفقُ عَلَى أنَّهُ اسمٌ - فتسعةُ أسماءٍ، وَهِيَ: مَنْ، وَمَا، وَأَي، وَمَتى، وَأَيَّانَ، وَأَيْنَ، وَأَنَّى، وَحَيْثُمَا، وَكَيْفَمَا.

  فمِثالُ ِ «مَنْ» قوْلُكَ: «مَنْ يُكْرِمْ جَارَهُ يُحْمَدْ» و «مَنْ يُذَاكِرْ يَنْجَحْ» وقولُهُ تعالَى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧}.

  ومِثالُ «ما» قوْلُكَ: «مَا تَصْنَعْ تُجْزَ بِهِ» و «مَا تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ» و {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}.

  ومِثالُ «أي» قوْلُكَ: «أَيَّ كِتَابٍ تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ»، و {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.

  ومِثالُ «مَتَى» قوْلُكَ: «مَتَى تَلْتَفِتْ إِلَى وَاجِبِكَ تَنَلْ رِضَا رَبِّكَ»، وقولُ الشَّاعرِ: