نواسخ المبتدأ والخبر
  الخبرِ بمثاليْنِ.
نواسخ المبتدأ والخبر
  قَالَ: (بَابُ الْعَوَامِلِ الدَّاخِلَةِ على المُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ) وَهِيَ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ: كَانَ وَأَخَوَاتُهَا، وَإِنَّ وَأَخَوَاتُهَا، وَظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُهُ.
  وَأقول: قدْ عرفتَ أنَّ المبتدأَ والخبرَ مرفُوعَانِ. واعلَمْ أنَّهُ قدْ يدخلُ عليْهِمَا أحدُ العواملِ اللفظيَّةِ فيغيِّرُ إعرابَهما، وهذِهِ العواملُ التي تدخلُ عليْهِمَا فتغيِّرُ إعرابَهمَا - بعْدَ تَتَبُّعِ كلامِ العربِ الموثوقِ بهِ - عَلَى ثلاثةِ أقسامٍ.
  القِسْمُ الأوَّلُ: يَرْفَعُ المبتدأَ وَيَنْصِبُ الخبرَ، وذلكَ «كَانَ» وأخواتُهَا، وهذَا القسمُ كلُّهُ أَفْعَالٌ، نحوُ: «كَانَ الجَوُّ صَافِياً».
  وَالقِسْمُ الثَّانِي: يَنْصِبُ المبُتْدَأَ ويَرْفَعُ الخبرَ، عكسُ الأوَّلِ، وذلكَ «إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا» وهذَا القسمُ كلُّهُ أحْرُفٌ، نحْوُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «.
  وَالقسمُ الثَّالثُ: يَنْصِبُ المبتدأَ والخبرَ جميعاً، وذلكَ «ظَنَنْتُ» وأخواتُهَا، وهذَا القسمُ كلُّهُ أَفْعَالٌ، نحوُ: «ظَنَنْتُ الصَّدِيقَ أَخاً». وتُسمَّى هذِهِ العواملُ «النَّوَاسِخَ»؛ لأنَّهَا نسختَ حُكمَ المبتدأِ والخبرِ، أيْ: غيَّرتْهُ وَجَدَّدَتْ لهمَا حُكماً آخرَ غيرَ حُكمِهمَا الأوَّلِ.
كان وأخواتها
  قَالَ: فَأَمَّا كَانَ وَأَخَوَاتُهَا، فَإِنَّهَا تَرْفَعُ الاسْمَ، وَتَنْصِبُ الخَبَرَ، وَهِيَ: كَانَ، وَأَمْسَى، وَأَصْبَحَ، وَأَضْحَى، وَظَلَّ، وَبَاتَ، وَصَارَ، وَلَيْسَ، وَمَا زَالَ، وَمَا انْفَكَّ،