سورة القصص
  وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ٤ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
  وقد تكرر إسناد (البيان) إلى القرآن مثل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ..}[الإسراء: ٩] {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ..}[المائدة: ٤٨] وغير ذلك، وقد مر أبسط من هذا.
  (٣) {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} {نَتْلُوا عَلَيْكَ} خطاب لرسول الله ÷ الذي أنزل الله عليه هذا القرآن {نَتْلُوا} نقرأ {عَلَيْكَ} والتعبير بالتلاوة لعله باعتبار أن جبريل # متبع في قراءته لما علمه الله فكان تالياً له على محمد ÷؛ وأسنده إلى الله لأنه بأمره أرسل به جبريل إلى محمد فهو تلاوة من الله تعالى على عبده ورسوله محمد ÷.
  وقوله: {مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ} أي من خبرهما العظيم {بِالْحَقِّ} راجع إلى قوله: {نَتْلُوا} أي نتلو بالحق، ليس فيما نتلو خلاف الحق؛ لأنه الحق الذي هو صدق، والإخبار به مطابق للحكمة {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} نتلوه بالحق لقوم يؤمنون وهم رسول الله ÷ وسائر المؤمنين الذين بلغهم، فالتلاوة لهم؛ لينتفعوا بها من حيث دلالتها على أنك رسول الله؛ لأنك جئت بهذا القصص الكامل المفصل مع أنك لم تقرأ كتاباً ولم تكتب ولا تعلمت من أهل الكتاب كما هو واضح لقومك؛ لأنك باق في مكة لا تغيب عنها مدة يحتاجها المتعلم، فهذه التلاوة نافعة لقوم يؤمنون بآيات الله ودلائله؛ لأنهم مقبلون عليها بقلوبهم.
  (٤) {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} {عَلا فِي الْأَرْضِ} طغى طغياناً منتشراً في الأرض {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} جعل