سورة النمل
سورة النمل
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ١ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ٢ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
  ابتداء تفسير لـ (سورة النمل)
  قال الشرفي في (المصابيح): «مكية» انتهى
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قد مر تفسيرها في أول تفسير (سورة الفاتحة) من (الجزء الأول) {طس} وكذلك سبق الكلام في الحروف المذكورة في أول بعض السور.
  {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} {تِلْكَ} إشارة، والراجح: أنها إلى الحروف، ومعنى أنها {آَيَاتُ الْقُرْآَنِ} أنها مادة بنائه سواء كان مقروءاً أم مكتوباً، وقوله تعالى: {مُبِينٍ} أي بين واضح المعاني للعرب لا يحتاجون إلى ترجمة له، وليس مثل الألغاز تحتاج إلى من يحلها؛ ولذلك قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}[النساء: ٨٢] وغير ذلك، وقد بسطت في هذا في (تحرير الأفكار) في الرد على من زعم من المخالفين: أن السنة حاكمة على القرآن.
  وتفسير {مُبِينٍ} بالبين مأخوذ من لغة العرب. قال في (أساس البلاغة): «وبَان لي الشيء، وتبيّن، وبيَّن، وأَبان، واستبان» انتهى. وقال في (الصحاح): «وبان الشيء بياناً: اتضح فهو بيّن، وكذلك أبان الشيء فهو مبين» انتهى المراد، ومثله في (لسان العرب) وفي (القاموس): «وضحته وعرّفته فبان وبيّن وتبين وأبان واستبان كلها لازمة متعدية» انتهى.